أكدت منظمة التحرير الفلسطينية على خيار التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، وحملت الولاياتالمتحدة مسؤولية مواصلة إسرائيل للنشاطات الاستيطانية على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الضفة الغربية. ويأتي هذا الموقف بعد إخفاق ممثلي اللجنة الرباعية الدولية للوساطة من أجل سلام بالشرق الأوسط في التوصل إلى اتفاق حول سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. فقد دعت اللجنة التنفيذية للمنظمة في بيان صحفي عقب اجتماعها الثلاثاء في رام الله القوى الدولية إلى مساندة التوجه الفلسطيني دون تحفظ "لأنه السبيل الأكثر فعالية لفتح الطريق أمام التسوية والحل العادل لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود طويلة". وقال ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعد اجتماعها في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه "ليس أمام العالم اليوم وخاصة الولاياتالمتحدة سوى خيار استخدام جميع الوسائل لإرغام المحتلين على وقف سياستهم العنصرية التوسعية والإقرار بضرورة إنهاء الاحتلال والاعتراف بحدود عام 67 والوقف التام للاستيطان". وشدد المسؤول الفلسطيني على أن "هذه التطورات تؤكد على خيار التوجه إلى الأممالمتحدة للحصول على اعتراف دولي بحدود دولة فلسطين وبحقها في الانضمام إلى عضوية المجتمع الدولي". وحملت اللجنة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تعطيل قدرة اللجنة الرباعية الدولية على التقدم في جهودها لاستئناف محادثات السلام "بسبب إصرارها على رفض أسس التسوية العادلة". واعتبرت أن "استمرار أعمال سلب الأراضي في القدس وأجزاء واسعة في الضفة الغربية والإعلان عن عمليات بناء استيطانية جديدة إنما يؤكد أن إسرائيل ماضية في تدمير كل فرص تحقيق انطلاقة جديدة للعملية السياسية، وأن خطتها الوحيدة تتمثل في العمل الحثيث على منع قيام دولة فلسطينية مستقلة". وحذرت اللجنة من أن "هذه الجرائم والانتهاكات تدفع الأوضاع نحو الانغلاق التام لأي تسوية سياسية، وتحبط جميع المساعي الدولية التي بذلت من أجل الحفاظ على إمكانية انطلاق هذه التسوية على أساس الشرعية الدولية". عبد ربه: الموقف الأميركي عطل صدور موقف عن اللجنة الرباعية الدولية (الجزيرة) إسرائيل وسياستها وفي تعليقه على اجتماع الرباعية، صرح عبد ربه بأنه "من المؤسف أن يقال على لسان أوساط أميركية إن الهوة واسعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مما عطل صدور موقف عن اللجنة". وأضاف "الواقع يؤكد أن الهوة لا توجد إلا بين إسرائيل وسياستها وموقف العالم بأسره والشرعية الدولية". كما وجه المسؤول الفلسطيني انتقادا صريحا للإدارة الأميركية، وقال "إن هذه السياسة العنصرية التي تعلن عن مواصلة الاحتلال والاستيلاء على أرض الشعب الفلسطيني تتحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية أساسية في استمرارها". وكان ممثلو اللجنة الرباعية الدولية للوساطة من أجل السلام بالشرق الأوسط، وهم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة، قد أخفقوا في التوصل إلى اتفاق حول سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية مقرين بعد اجتماع في واشنطن استمر ساعتين و15 دقيقة بوجود "فجوات" بين الجانبين. عباس: سنعرض الموقف على لجنة المتابعة العربية (الفرنسية-أرشيف) المؤشر السيئ وقد وصف الرئيس الفلسطيني هذا الإخفاق بالمؤشر السيئ، مشيرا إلى أنه سيعرض "الموقف على لجنة المتابعة العربية"، وقال "يهمنا أن نعرف الموقف العربي سواء كانت هناك مفاوضات أم لا، وهناك أيضا قضية الأممالمتحدة". وأضاف عباس بعد وداعه الرئيس اليوناني كارلوس بابولياس في رام الله أن عدم صدور بيان عن الاجتماع "دليل على أنهم مختلفون". وشدد على أن الفلسطينيين يريدونهم أن يتفقوا للذهاب إلى الخيار الأساسي، وهو العودة إلى المفاوضات، خاصة في حال الاتفاق على بندي حدود 67 ووقف الاستيطان. ولوّح بأنه في حال عدم الاتفاق سيتم التوجه للأمم المتحدة، وقال "نحن سنذهب إليها.. نتمنى ألا تستخدم أميركا الفيتو ونتمنى أن نذهب متوافقين مع أميركا".