غداة إنهاء جورج ميتشيل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشرق الأوسط زيارته للمنطقة دون التوصل إلي اتفاق بشأن أزمة الاستيطان التي تهدد بنسف المفاوضات المباشرة, حملت القيادة الفلسطينية إسرائيل مسئولية تعطيل المفاوضات التي انطلقت في2 سبتمبر الماضي, وأكدت أن وقف الاستيطان يمثل الدليل الملموس علي جدية المفاوضات والعملية السياسية برمتها. وأكدت القيادة الفلسطينية في بيان صحفي صدر عقب اجتماعها أمس في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس أبومازن, ألقاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه, أن إصرار الحكومة الإسرائيلية علي الجمع بين التوسع الاستيطاني والمفاوضات, إنما يدلل بوضوح علي عدم جديتها في التعامل مع مساعي السلام, وأنها تسعي لاستخدام المفاوضات كغطاء لمواصلة النهج الاستيطاني نفسه وتغيير عالم الأرض الفلسطينية وتقرير مصيرها بقوة الاحتلال والعدوان. وحملت الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن تعطيل المفاوضات والعملية السياسية, وعن إحباط الجهود السياسية للإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي بأسره. كما أكدت أن استئناف المفاوضات يتطلب خطوات ملموسة تثبت جديتها, وفي مقدمتها وقف الاستيطان بدون قيود أو استثناءات, بديلا عن الكلام المعسول عن الرغبة في السلام والتفاوض المباشر الذي تكرر الحكومة الإسرائيلية ترداده بهدف خداع وتضليل الرأي العام العالمي والرأي العام في إسرائيل نفسها. وعبرت القيادة الفلسطينية عن تقديرها لموقف الرئيس الأمريكي أوباما, وكذلك خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أسس السلام, وضرورة تطبيق حل يقود إلي قيام دولة فلسطين المستقلة, ومواقف أطراف اللجنة الرباعية الدولية وجميع الدول الصديقة. وقدرت جهود لجنة المتابعة العربية ومساندتها للموقف الفلسطيني المتوازن الذي يحرص علي العملية السياسية واستمرارها, وإزالة العقبات من أمامها. وأكدت ضرورة مواصلة الجهود السياسية واستعدادها للمشاركة الفعالة في هذه الجهود لضمان انطلاق مفاوضات مباشرة تخلو من أساليب الخداع, ومن سياسة فرض الأمر الواقع الإسرائيلية, خاصة تقرير مصير الأرض المحتلة عبر التوسع الاستيطاني. وأشار بيان القيادة إلي أنه سيتم البحث المعمق مع لجنة المتابعة العربية لجميع جوانب التحرك السياسي, والخيارات الفلسطينية المطروحة لحماية الحقوق الفلسطينية والعربية, لضمان انطلاق العملية السياسية وفق أسس جدية لتنسجم وقواعد الشرعية الدولية, ومبادرة السلام العربية. كما رحبت القيادة الفلسطينية بالنتائج الدولية التي أسفرت عنها جهود المصالحة الوطنية, وأكدت ضرورة مواصلتها من أجل التقدم نحو إنهاء الانقسام, وتوقيع وثيقة المصالحة المصرية, وحماية المصير الوطني من جميع المحاولات الهادفة لاستخدام الانقسام الداخلي ضد مصالح شعبنا وأهدافه الوطنية في التحرر والاستقلال.وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس انه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع اسرائيل بينما تقيم مستوطنات علي اراض تحتلها يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها. وصرح ابو ردينة بذلك عقب مغادرته اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله. وقال ياسر عبد ربه المسئول البارز بمنظمة التحرير الفلسطينية أمس بعد اجتماع للجنة التنفيذية للمنظمة إنه يتحتم علي إسرائيل وقف البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة إذا كان لمحادثات السلام أن تستأنف. وأضاف بعد الاجتماع الذي عقد في رام الله أن القيادة تؤكد أن استئناف المحادثات يتطلب خطوات ملموسة وأولها تجميد البناء الاستيطاني. وتابع وهو يقرأ بيانا صدر بعد الاجتماع أن القيادة الفلسطينية تحمل إسرائيل مسئولية اعاقة المفاوضات. ومن جانبه, قال صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية إن الإدارة الأمريكية أبلغت الجانب الفلسطيني بأنها ستستمر في جهودها الثنائية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي كل علي حده.وأضاف عريقات أن الموقف الفلسطيني واضح ومحدد ويقضي بوقف كافة النشاطات الاستيطانية لإعطاء المفاوضات المباشرة الفرصة التي تستحق.في المقابل قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي' ان عمليات بناء معتدلة ومحدودة في مستوطنات الضفة الغربية سيجري تنفيذها خلال هذا العام لن تؤثر علي خريطة السلام مع الفلسطينيين'!!. وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة' يديعوت احرونوت' الإسرائيلية أمس' يجب علي الفلسطينيين ابداء مرونة في شروطهم للعودة الي المفاوضات مع اسرائيل'!!. وأشارت الصحيفة الي أن مسئولين ينتمون الي حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو أبدوا تأييدهم لتمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات مقابل الحصول علي ضمانات أمنية وسياسية غير مسبوقة تردد ان الادارة الامريكية مستعدة لتقديمها لاسرائيل. وقالت ان قادة كبار في حزب الليكود كانوا قد عبروا الاسبوع الماضي عن معارضتهم لتجميد البناء في المستوطنات غيروا مواقفهم من هذه القضية.واشارت الي انهم أعلنوا أنهم سيؤيدون تمديد العمل بقرار تجميد بناء المستوطنات لمدة شهرين مقابل حصول اسرائيل علي ضمانات امنية وسياسية تردد أن الادارة الامريكية مستعدة لتقديمها. وقالت إنه تردد بأن الوزراء كاتز وجدعون ساعر وموشيه كحلون ويوفال شتاينتز اضافة الي دان مريدور وربما عدد آخر من اعضاء الكنيست التابعين لحزب الليكود لن يعارضوا تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات بما في ذلك عدم خوض أي معركة سياسية ضد نتنياهو. وأضافت أن تقديرات داخل حزب الليكود تشير الي انه في حال وجود حزمة من الحوافز الامريكية الفعلية فيمكن ان يغير وزراء مثل بيني بيجين وموشيه يعالون موقفهم المعارض ليوافقوا علي تمديد اخر لفترة تجميد الاستيطان. وقد توقعت مصادر سياسية إسرائيلية أن يستأنف ميتشل جهوده في المنطقة مطلع الأسبوع القادم بهدف الاستمرار في مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن المصادر قولها إنه من المقرر أن يجري ميتشل لقاءات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل تذليل العقبات.. ووصفت الأيام القادمة بأنها حاسمة بالنسبة لمصير المفاوضات. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية إن جهود ميتشل تهدف إلي دعم استمرار عملية المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف كراولي' نواصل الضغط علي الاطراف لمواصلة الحوار المباشر والسناتور ميتشل سيتباحث مع قادة المنطقة لتشجيعهم علي مواصلة دعمهم للعملية التفاوضية. في شأن آخر قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير أمس أن العنصرية داخل اسرائيل وصلت الي مستويات مخيفة, مشيرة الي قيام نحو ستة الاف عربي إسرائيلي بمسيرة أمس من بلدة كفر كنا بالخليل تخليدا لذكري احداث أكتوبر عام2000 والتي أسفرت عن مقتل13 شابا من عرب اسرائيل من قبل ضباط شرطة اسرائيل. ونقلت الصحيفة علي موقعها الألكتروني عن عضو الكنيست العربي الاسرائيلي احمد الطيبي قوله إنه دعا مسئولين اسرائيليين لمحاكمة ضباط الشرطة المسؤولين عن هذا الأمر, مضيفا أن الامتناع عن احالة المجرمين الي ساحة القضاء يؤكد بالفعل ضياع حق الضحايا مشيرا الي أنه منذ أحداث أكتوبر2000 ومستوي العنصرية في إسرائيل يتزايد ووصل الي' مستويات مخيفة'. ودعا الطيبي النائب العام الجديد يهودا اينشتاين لإعادة فتح ملف القضية وتوجيه الاتهام الي ضباط الشرطة المشتبه فيهم حتي لا ترسل إسرائيل رسالة تجاهل لحياة مواطني عرب اسرائيل وتقلل من شأنهم لأنهم عرب.