رجح الدكتور رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني , أن تتمكن فلسطين من تجنيد الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع قرار يدعو لتحديد شهر نوفمبر عام 2016 موعدا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي 1967. وقال في حديث لجريدة "الأيام" نحن نعمل للحصول على 9 أصوات وأنا شخصيا متفائل بتحقيق ذلك قبل نهاية العام وبالتركيبة الحالية في مجلس الأمن الدولي”. ومن جهة ثانية , أكد المالكي على أن تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بشأن المسجد الأقصى جاءت كرد على ما تقوم به إسرائيل في المسجد , وقال إنه “لقد جاءت كردود على ما بدأت به إسرائيل من سياسات عنصرية القصد منها الاستيلاء على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا قبل تغيير معالمه”. وشدد على أن القيادة الفلسطينية لن تنزل إلى مستوى المسئولين الإسرائيليين الذين يوجهون الانتقادات للرئيس عباس , وقال إن “حقيقة نحن في القيادة الفلسطينية ترفعنا عن الرد على مثل الأقوال البذيئة التي تصدر عن شخصيات إسرائيلية رسمية لا يليق بها مثل هذه التصريحات التي تعكس المستوى المنخفض ليس للتصريحات فقط وإنما الأشخاص ومن تصدر عنهم”. وأضاف “نحن لم نحاول القراءة في الهواء وإنما نقرأ ما يحدث على الأرض وما تقوم به إسرائيل من إجراءات وما يتم تنفيذه من قبل شرطة الاحتلال والمستوطنين فعندما تقدم إسرائيل على مثل هذه المغامرة الدينية فإن عليها أن تدرك تماما أنها تتحمل وحدها مسؤولية مثل هذا التصعيد الديني لموضوع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وتحديدا ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس”. وأضاف المالكي, "عندما قررت إسرائيل وحدها منع المصلين المسلمين من الصلاة في الأقصى وعندما تقوم بمحاصرتهم ومعاقبتهم والاعتداء عليهم , وعندما تحدد قوانين عنصرية تمنع المصلين من أعمار معينة من دخول المسجد الأقصى وعندما تغلق المسجد في وجه المصلين لساعات وأيام وعندما تقرر فتح باب المغاربة لدخول المستوطنين وبشكل يومي وبحماية الشرطة بطريقة استفزازية وتسمح للقادة المتطرفين من المستوطنين باقتحام المسجد فإن كل هذه محاولات استفزازية بدأت بها إسرائيل وبالتالي هي تتحمل مسئوليتها ونتائجها ويجب أن تعلم أننا لن نقف مكتوفي الأيدي دون أي ردود فعل وستتم حماية المسجد الأقصى من هذه الاعتداءات اليومية وإذا اعتقدوا أن قوة السلاح سوف ترهب المواطنين الفلسطينيين من حماية مقدساتهم فهم مخطئون وكما يجب أن يعلموا أن كل هذه الخطوات والإجراءات التي يقومون بها سوف تتم متابعتها قانونيا وعبر القانون الدولي". وأكد وزير الخارجية: “سنتابع الموضوع مع المملكة الأردنية الهاشمية ومع الإدارة الأميركية ومع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لمتابعة ما تقوم به إسرائيل من خروقات ضد مدينة القدسالمحتلة وضد المسجد الأقصى بشكل خاص وبالتالي كون أن إسرائيل هي التي بدأت بهذه المعركة فإن عليها أن تدرك تماما أن عليها أن تواجه نتائج مثل هذه المعركة”. وقال المالكي " إننا نبشرهم بأن هزيمتهم في مجلس الأمن الدولي قد لا تحتاج الانتظار حتى الأول من شهر ديسمبر المقبل نحن نعمل على إلحاق هزيمة جديدة وإضافية لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي قبل نهاية هذا العام وبالتركيبة الحالية لمجلس الأمن الدولي يجب على إسرائيل أن تعي أن الدبلوماسية الفلسطينية قد تفوقت على إسرائيل وكل قدراتها السياسية والدبلوماسية وغيرها وأن الجهد الفلسطيني المتواصل سوف يحقق مثل هذا الإنجاز قريبا كما أن إسرائيل بسياستها الحمقاء هي التي تساعد الدبلوماسية الفلسطينية بتحقيق إنجازات". ودحض الادعاءات الإسرائيلية بعدم وجود استراتيجية فلسطينية وقال "عندما يدعون بأنه لا توجد إستراتيجية فإن هذا يدعو إلى التساؤل إن كانوا يعيشون على هذه الأرض ويدركون ما حققته القيادة الفلسطينية والدبلوماسية الفلسطينية من نجاحات فاقت كل التصورات ووضعت إسرائيل في وضع صعب ومزر تفقد فيه يوميا أصدقاءها التقليديين وأصبحت منعزلة ومعزولة عن بقية العالم".
وأضاف أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال وجود إستراتيجية واضحة يتم تنفيذها بدقة من قبل الجانب الفلسطيني وبالتالي فإن الحديث عن غياب إستراتيجية فلسطينية يعكس سوء تقدير ورؤية خاطئة وما دامت هذه القيادة الإسرائيلية التي لديها سوء التقدير في تقديرها لدور القيادة الفلسطينية هي التي تحكم إسرائيل فهذا يعني أن إسرائيل ستبقى دائما عمياء أمام حقائق الأمور وغير قادرة على تحمل مسئوليتها وفي متابعة الأمور التي يتوجب القيام بها وعلى رأسها تحمل مسئوليتها كقوة قائمة بالاحتلال أمام الشعب الفلسطيني الذين يعيش تحت هذا الاحتلال منذ عقود. ومن ناحية أخرى , عبر مسئولون سياسيون إسرائيليون عن تخوف من أن تغيير تركيبة أعضاء مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يقود المجلس إلى تبني مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين في مطلع العام المقبل , ووصفوا التغيرات في تركيبة المجلس بأنها “عاصفة سياسية”. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس الاحد إن سبب القلق الإسرائيلي نابع من خروج دول صديقة “لإسرائيل” من عضوية مجلس الأمن الدولي وانضمام دول معادية لها إلى المجلس مثل ماليزيا وفنزويلا وأضافت أنه إذا نفذ الرئيس الفلسطيني تهديده وتوجه إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على اعتراف بدولة فلسطين فإن إسرائيل ستواجه صعوبة في لجم هذه الخطوة. وبدءا من مطلع شهر أكتوبر المقبل ستدخل التغييرات في عضوية مجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ حيث ستنضم إليه إسبانيا ونيوزيلاندا مكان أستراليا ولوكسمبورغ , وفنزويلا مكان الأرجنتينوماليزيا مكان كوريا الجنوبية وأنجولا مكان رواندا حليفة إسرائيل الإفريقية وتعتبر إسرائيل أنه في إطار هذه التغييرات توجد “أنباء سارة” تتمثل ببقاء تركيا خارج عضوية مجلس الأمن الدولي وانضمام إسبانيا بدلا منها. ويشار إلى أن مجلس الأمن الدولي مؤلف من 15 دولة بينها خمس دول دائمة العضوية وأي قرار يتم اتخاذه بتأييد أغلبية مؤلفة من تسع دول. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن سبع دول يتوقع أن تؤيد مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين وهي روسيا والصين وأنجولا وماليزيا والأردن وتشاد وفنزويلا وهناك أربع دول لم تقرر موقفها بعد وهي تشيلي ونيوزيلاند ونيجيريا واسبانيا وهناك أربع دول أخرى تعارض الاعتراف بفلسطين وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وليتوانيا. وتتحسب إسرائيل أيضا من أمرين هما غياب أغلبية تعارض الاعتراف بفلسطين والأمر الثاني التخوف من عدم استخدام الولاياتالمتحدة لحق النقض “الفيتو” لإحباط مشروع القرار كما أن إسرائيل تتخوف من عدم ممارسة الولاياتالمتحدة ضغوطا على دول أعضاء في المجلس من أجل ألا تصوت إلى جانب القرار.