أظهر استطلاع للرأي، أجراه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في أواخر سبتمبر الماضي، عدم وجود شعبية لتنظيم «داعش» في ثلاث دول رئيسية بالشرق الأوسط، هي مصر والسعودية ولبنان. وكشف الاستطلاع، عن أن مؤيدي «داعش»، لا تتجاوز نسبتهم 3% في مصر، و1% في لبنان و5% في السعودية. وأظهر الاستطلاع أن عدم شعبية «داعش» في دول المنطقة، لا تعني ارتفاع شعبية الولاياتالمتحدة فيها، فقد أشارت النتائج إلى أن شعبيتها فيها لا تتجاوز 12% في كل من مصر والسعودية و25% في لبنان. إلا أنه في المقابل أظهرت نتائج الاستطلاع الذي نشر نتائجه ديفيد بولوك، الباحث بالمعهد الأمريكي، أن هذه المعارضة شبه الموحدة ل «داعش» لا تمتدّ لتشمل المنظمات الإسلامية السياسية الأخرى. ففي مصر على سبيل المثال، تعرب نسبة عالية ومفاجئة - وهي تمثل ثلث مجموع السكان - عن موقفها الإيجابي تجاه حركة حماس. وترتفع هذه النسبة في السعودية لتصل إلى 52%. والأكثر مفاجأةً كما يقول بولوك أنه على الرغم من حملات القمع و«البروباجاندا» المستمرة من قبل الحكومتين المصرية والسعودية ضدّ الإخوان المسلمين، هناك نسبة 35% في مصر ونسبة 31% في السعودية تنظر إلى الإخوان بعين الرضا. في حين أن منظمة «حزب الله» الشيعية تحصد على 12% فقط من دعم غالبية أهل السنة في مصر أو في السعودية. ويحظى الإخوان بدعم 37% من سكان التجمعات الحضرية مثل القاهرة أو الإسكندرية؛ و35% من دعم سكان الصعيد؛ و33% من دعم سكان ريف الدلتا. أمّا عينة الاستفتاء الفرعية التي تضمّ المسيحيين الأقباط في مصر، فهي دون 10% من المجموع، وهي بالتالي ضئيلة جداً مما يفقدها دلالتها الإحصائية. أما في لبنان، وعلى الرغم من أنّ الطوائف جميعها تتشارك في نبذها ل «داعش»، تختلف الآراء بشأن الجماعات الإسلامية الأخرى بفعل الطائفة إلى حدّ كبير، ولكن ليس دائمًا بالاتجاه المتوقع. يحظى «حزب الله»، وكما هو متوقع، بدعم 92% من الشيعة، ولكنّ شعبيته تنخفض كثيرًا بين المسيحيين وتستقر نسبة الدعم له عند حوالي 40%. ولا يدعمه من بين أهل السنة إلا 8%. والمفاجئ بالدرجة عينها تقريبًا هو مستوى الدعم المنخفض نسبياً لحركة حماس بين السنة في لبنان، وبخاصة بعد مضيّ فترة قصيرة على الحرب الأخيرة في غزة، ولا ينظر إلى هذه الحركة الإسلامية الفلسطينية، وبشكلٍ «إيجابي إلى حدّ ما» سوى ربعهم. شاهد الصور: