بتاريخ 7 – 4 – 2011 .. أرسلت الإميل التالي لأحدى موظفات برنامج هيئة المعونة الأمريكية USAID بالقاهرة : نحن جمعية أهلية تحت التأسيس .. ( تحت عنوان : الجمعية المصرية للتربية على التسامح وحقوق الإنسان ) .. أعتقد بعد تغير الظروف الآن في مصر قد يتم الموافقة على إشهارها في غضون أسابيع قليلة .. وكنت قد قرأت على موقع هيئة المعونة الأمريكية عن المنح المقررة لبرنامج المجتمع المدني .. والتي تأتي تلبية لمتطلبات التغيير اللازم للتحول الديمقراطي المأمول حدوثه في المجتمع المصري ... وبعد الاطلاع على جميع الملفات المرفقة في الموقع الخاص بهيئة المعونة الأمريكية .. استبان لي كؤسس للجمعية بحكم تخصصي في المجاستير والدكتوراه في مجال حقوق الإنسان .. أن بإمكان الجمعية حال إشهارها التقدم بمشاريع برامج يمكنها أن تحوز ثقة الوكالة في تحقيق الأهداف المتوخاة للتحول الديمقراطي بالمجتمع المصري ... والسؤال الآن : هل يمكنني التقدم بطلب كممثل للجمعية المصرية للتربية على التسامح وحقوق الإنسان لحضور اللقاء التعريفي بالبرنامج المقرر في 12 أبريل 2011 ؟ .. وكذلك حضور ورشة العمل المقررة للتعريف بكيفية إعداد مقترح النشاط يوم 14 أبريل 2011 ؟ والسؤال الأخر : تفضل هيئة المعونة الأمريكية أن يكون للمنظمة الأهلية سابقة أعمال للحصول على المنح المقررة .. فهل نحن كمؤسسة وليدة سيعد ذلك عائقا أمامنا لنيل دعمكم ؟؟ علما بأننا نمتلك الأفكار الابداعية في هذا المجال المدني .. ربما بطريقة قد تكون أكثر إيجابية ممن لديهم سابقة أعمال في المجتمع المصري ؟ يرجى الإفادة ولكم موفور التحية والتقدير . بعد أقل من ساعة واحدة على إرسال هذا الإميل جاءني الرد بإمكانية الحضور لمقر الهيئة بالمعادي الجديدة- ش الللاسلكي المتفرع من ش الاتصالات يوم 14 – 4 – 2011 .. لحضور ورشة العمل التعريفية بكيفية إعداد مشاريع البرنامج المدني المستوجب لتلقي المعونة .. حيث تم تقسيمها لمشاريع برامج قصيرة الأجل مدتها من 3 – 12 شهر .. تستوجب تلقي دعما 75 ألف دولار ومشاريع برامج طويلة الأجل تمتد حتى 24 شهر وتستوجب تلقي دعم 2 مليون دولار .. كما هو موضح على موقع هيئة المعونة الأمريكية ... ذهبت قبل الموعد بساعة كما طلبوا في الإميل .. وفي الداخل أخذوا البيانات الشخصية .. وكانت الورشة مجرد تعريف بشروط مشروع البرنامج المقترح الذي يحوز ثقة الوكالة ويحقق الأهداف المتوخاة في تحقيق التحول الديمقراطي ومن ثم تلقي أصحابه للدعم المحدد .. وقد لاحظت توافد العديد من مؤسسي الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني من أسوان إلى الأسكندرية .. علما بأن الوكالة قد تغاضت عن شرط سابقة الأعمال ، بمعنى أنها أتاحت المجال لأصحاب الجمعيات والمراكز الوليدة ، أو حتى التي لم تشهر بعد لتقديم أفكارهم ومشاريعهم في هذا الصدد . بصفة شخصية كنت آمل تلقي هذا الدعم لإعداد مشروع برنامج للتربية على حقوق الإنسان في الإسلام .. ؛ فبحكم التخصص أعلم جيدا أن حقوق الإنسان في الإسلام أرقى وأشمل وأقدس من حقوق الإنسان الواردة بمواثيق الأممالمتحدة ، علاوة على أن حقوق الإنسان في الإسلام تخلو من جملة المستقذرات التي ترد في المواثيق الوضعية وتشوه حقوق الإنسان ذاتها .. والأهم أنها معنية بمطلق الإنسان دون تمييز ؛ ولذا كنت أنتوي كتابة مشروع البرنامج بطريقة ليبرالية وأنفذه بطريقة إسلامية .. كل ذلك لأن الحكومات الإسلامية وأثرياء المسلمين لا ينفقون لدعم المجتمعات الإسلامية في هذا الصدد كما ينفق الليبراليين وأعداء الإسلام .. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. فقد علمت في ورشة العمل أنه يتوجب على متلقي الدعم أن يضع شعار هيئة المعونة الأمريكية على كل ورقة تخص البرنامج يتم تقديمها للمستفيدين ممن سوف يحضروا فعالياته فيما بعد .. فتخيلت نفسي أقوم بالتربية على حقوق الإنسان في الإسلام وأنا أعلق في رقبتي صليب !!.. فغادرت ورشة العمل صارفا النظر تماما عن حتى تأسيس الجمعية . بعد ذلك بحوالي شهر تلقيت إميلان من هيئة المعونة الأمريكية بالقاهرة يتضمن كل منهما أسماء وإميلات الجمعيات الأهلية ومراكز حقوق الإنسان التي حضرت ورشة العمل سالفة الذكر ، أو لهم كما أعتقد سابقة تعاون مع أنشطة وبرامج الوكالة ، بغية إجراء التعارف بين أصحاب هذه الجمعيات والمراكز توحيدا للأهداف وتحقيقا لأكبر قدر منها .. تلك الهيئات والمؤسسات التي تلقت من الوكالة في أربعة أشهر فقط منذ 25 يناير 240 مليون جنيه مصري .. كما يشير لذلك محمود سلطان في مقاله " الفضائيات السرية " بجريدة المصريون 29 – 6 – 2011 نقلا عن السفيرة الأمريكيةالجديدة بالقاهرة " آن باترسون " ... وجدير بالذكر ، أن للوكالة بجانب البرنامج المدني السابق ، برنامج إقتصادي يهدف لخلق فرص عمل للشباب والمهمشين والفقراء .. لكن ما يثير الريبة حقا رغم النبل الكامن وراء مساعدة الفقراء .. تقريرا نشرته مجلة " فورين بوليسي" الأمريكية " تحت عنوان : المصريون لن يأكلوا عدالة !.. كما طالعته بجريدة الوفد المصرية بتاريخ 19 – 4 – 2011 ومفااد هذا التقرير : أن شعبية الإسلاميين وولاء الناس لهم تمت بناء على الخدمات التي يقدمونها لفقراء المصريين. وبالتالي ينبغي أن يتغير خطاب الموالين للديمقراطية من التركيز على السياسة والعدل والمساءلة إلى الحديث عن التنمية الاقتصادية !! ... وبذلك يكون ملخص عمل برنامج هيئة المعونة الأمريكية بشقيه المدني والاقتصادي وملايين الدولارت التي يتم إنفاقها هو : ضع لقمة في فم فقراء المصريين لتكسب ولائهم لك .. وفي نفس الوقت خرب أدمغتهم ولو استطعت انزع هويتهم .! [email protected]