قلل محللون فلسطينيون من أهمية النتائج التي قد يخرج بها مؤتمر إعادة إعمار غزة والذي افتتح في مصر اليوم برئاسة فلسطينية مصرية نرويجية، في ظل تخوفات من إمكانية عدم نجاح الأهداف التي وضعها القائمون على الفعالية، مستنكرين عدم إدانة الدول في البداية لإسرائيل لأنها السبب الرئيس في هذا الخراب والدمار الشامل الذي حل بغزة. ويهدف مؤتمر إعادة إعمار غزة، إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وجمع نحو 4 مليارات دولار للبدء في إعادة بناء وترميم شاملة لقطاع غزة واقتصاده ومنشآته، والنهوض بقطاعاته كافة بعد عملية عسكرية وقصف إسرائيلي استمر 51 يوماً. وقال أحمد الدبش الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني: "المؤتمر لن يفيد غزة بشيء ولن يأتي بجنيه واحد إلى غزة ولنا في ذلك سابقتين عدوان 2009 وعدوان 2012 لن يتم إعادة عمار قطاع غزة". وتابع: "الأمريكان شركاء في العدوان علي قطاع غزة العدو الصهيوني ضرب غزة بالسلاح الأمريكي"، واستدرك "أن الأعمار سيكون في مقابل نزع سلاح المقاومة، ذرائع للمانحين أننا لن ندخل أموالا لقطاع غزة حتى لا يتم تدميرها مرة أخري عن طريق العدو الصهيوني". وأضاف :"هم يقولون أننا جمعنا أموالا والصحيح أنهم لم يجمعوا شيئا وعندنا سابقة أنهم قالوا أننا دفعنا 500مليون دولارا لإنقاذ القدس ولن يجمع شيء ونفس النظرية تستطيع أن تأخذها علي مؤتمر اليوم ولو كان في هذا المؤتمر خيرا لخرج بادئ ذي بدء بتصريح بإدانة العدو الصهيوني بسبب تدمير قطاع غزة وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة والمسار الصحيح هو البدء بمشروع فلسطيني عربي لإعادة أعمار قطاع غزة والعد عن التدخل الدولي وأن يكون إعادة أعمار قطاع غزة جزء من المشروع الفلسطيني ولا يختزل المشروع الفلسطيني في الأعمار". وتوقع الدبش أن يخرج شركاء هذا المؤتمر قريبا بالفشل والتأكيد علي أنهم لن يستطيعوا إتمام ملف الإعمار دون نزع سلاح المقاومة والشيء الإيجابي الوحيد في المؤتمر هو عدم دعوة العدو الصهيوني للمؤتمر. وقال المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي كان مجاملا لأنه المضيف والرئيس المفتتح للمؤتمر، أما محمود عباس فكان موفقا في ربطه الحل النهائي للقضية الفلسطينية في مسألة الأعمار وإن خانه التوفيق حين تأسي لأن الشعب الفلسطيني لم ينل استقلاله لارتفاع نسبة المتعلمين فيه والثقافة ووجود 53 مؤسسة تعليمية في الضفة والقطاع وكأن هذا كله هو شروط الاستقلال متغافلا سيادته عن ضرورة المقاومة في انتزاع تحرير فلسطين من براثن الصهيونية وكيانهم. وأضاف أن "الأمريكان تحدثوا عن المفاوضات وضرورة سيرها والتي كانت عقيمة تماما النسبة للفلسطينيين طوال عشرين عاما متصلة بينما أفادت إسرائيل لأنها أفادتها في صورة الساعي الصادق للسلام فيما هي تغتصب المزيد من الأراضي وتبني المستوطنات والطرق الالتفافية". ووصف المؤتمر بأنها "تمثيلية بايخة لأن الأسلحة التي دمرتنا وقتلت أهلنا في قطاع غزة هي أسلحة أمريكية ولا يعقل أن يدعو القاتل لترميم بيوت المقتولين علينا أن ندرك أن الأمريكان كالمنشار طالع في الحرب واكل نازل في الإعمار واكل وهذا يتضح الارتفاع الرهيب في فوائد شركات السلاح الأمريكية إضافة إلي أنه يريد أن يدعم شركات البناء الأمريكية حين تباشر عملية إعمار القطاع وفي الوقت نفسه نستغرب كيف أن المقاتل الأمريكي يسارع إلي أن يقدم الشاش والقطن والميكروكرون بعد أن فتكت بنا أسلحته". وأردف: لا يمكن أن تجد ممثلا عن أي من الفصائل الفلسطينية لأن المفاوضات هي وقف علي السلطة وفتح فقط واستمرار التنسيق الأمني معهم وملاحقة الفدائيين.