الرئيس السابق أول من أيد الثورة ، والثورة قام بها عدة ملايين يعدون على أصابع اليد الواحدة بينما كان هناك قطاع كبير من الشعب المصري له موقف مغاير من الثورة. والسيدة التي كانت أولي مظلومة ظلم كبير، والمخلوع لا يملك أرصدة في الخارج وأتحدي من يثبت خلاف ذلك ،وأولاده شطار أذكياء وكل ذنبهم أنهم كانوا أبناء الرئيس ، هذه كانت خلاصة حديث محامي الرئيس المخلوع مع معتز الدمرداش في برنامجه الجديد علي قناة الحياة ، وهو حديث كما تري صادم لمشاعر الغالبية الكاسحة من المصريين الذين خرجوا فى ربوع مصر عشية سقوط الطاغية يرقصون ويهللون فرحا بزوال ملكه وسقوط دولته التي كانت دولة للظلم والفساد والنهب والتعذيب ، حديث استغل صاحبه المناخ الجديد وسماحة الثورة وسعة صدرها ولم يراع مشاعر الآلاف من المكلومين والمجروحين أسر وأهالي الشهداء والجرحى والمصابين وقود ثورة الحرية والكرامة ، تحدث صاحبنا ببراءة تحاكي براءة الأطفال وهي منها براء ، وبجدية كأنها جدية أصحاب الرسالات النبيلة والغايات الكبيرة ،وأيضا بمنتهي الاستغفال والاستهبال وقمة الاستخفاف بالعقول والاستهتار بالمشاعر ، حكاية السر الخطير الذي اكتشفه المحامي " حسني مبارك من أوائل من أيدوا الثورة " !!!! لغز لا تستطيع عقول أينشتين ونيوتن وزويل مجتمعة فهمه ولا حله ، وعندما سأله معتز كيف ؟ قال : الدليل قوله في خطابه " لقد تابعت أولاً بأول وكانت تعليماتي تشدد على إتاحة الفرصة للتعبير عن آراء المواطنين ومطالبهم " – مجرد إتاحة الفرصة للتعبير عن الأراء والمطالب – وهو ما لم يحدث وحدث ما هو معروف من قتل وعاهات للمتظاهرين - هذا في نظر فريد عصره وأوانه تأييد للثورة منذ اللحظة الأولي ، معتقدا أنه يخاطب مجموعة من المشاهدين كلهم من خريجي " مستشفي العباسية "!! ولم يبق إلا أن يقول لنا أن موكله المطرود من منصبه نزل ميدان التحرير وهتف مع المتظاهرين الهتاف الشهير الشعب يريد إسقاط النظام وصورته الفضائيات والصحف وهو يعلق علي صدره لافتة مكتوب عليها بالخط الكبير " ارحل يعني امشي يا اللي ما بتفهمشي " ، يزعم صاحبنا الذي سبق له الدفاع عن عزام عزام الجاسوس الاسرائيلي الشهير وخسر قضيته أن لديه أكثر من دافع وراء قبول الدفاع عن متهم أفسد أمة وأخر نهضتها وعمل لصالح أعدائها وفرط فى ثروتها و تسبب في قتل مئات من الشباب الطاهر البرىء الأعزل إلا من إيمانه بحقه في العيش الكريم كل ذنبه أنه خرج يعبر سلميا عن رأيه في رفض الظلم والاستبداد والفساد ، كأنه إذا لم يقم بهذا الدور الخسيس يكون قد خالف رسالة المحاماة التي هي في جوهرها الانتصار للحق والعدل و خالف ضميره وخذل مجاهدا مناضلا بريئا مظلوما صاحب رسالة وموقف وتركه وحيدا يواجه حبل المشنقة دون دفاع وليس مجرما أجرم في حق شعبه ووطنه وعطل نهضته وأخرها ثلاثين عاما ، يزعم " الافوكاتو " أن حبه لحبيبه المخلوع دافع آخر للتصدي للمهمة " غير المقدسة " ولأنه يعلم أنه يصادم مشاعر السواد الأعظم من المصريين يسارع إلي القول بأن هذا شىء قلبي لا يملكه ولا يسئل عنه ، وبجرأة يحسد عليها استشهد بحديث للرسول صلي الله عليه وسلم فى حب عائشة رينا لا تؤاخذني فيما لا أملك ، إذن هو الحب وليست الأتعاب التي لابد أنها كانت مغرية وهائلة وراء قبول المهمة " القذرة " التي عزف كثيرون عنها احتراما لأرواح الشهداء وعاهات المصابين ومشاعر المصريين الذين اكتشفوا أنهم وقعوا ضحية عصابة علي بابا وليس نظام حاكم لبلد كبير وعظيم ، طبعا هو حر في من يحب ويكره ،ولابد أنه وهو عليم اللسان يعلم أن المرء يحشر يوم القيامة مع من يحب ، وبديهي أن القتلة و أباطرة التعذيب ولصوص المال العام وخائني الأمانة الذين عملوا لصالح أعداء الوطن لن يحشروا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولن يكونوا رفاقا لهم ، قلت عليه العوض ومنه العوض في الأموال المنهوبة التي عقد كثير من المصريين - لست منهم - الآمال علي رجوعها في تحسين أحوالهم المتردية عندما قال صاحبنا أنه مقتنع ببراءة موكله وقال متحديا بثقة يحسد عليها : : "من هذا المنبر أتحدى الجميع وعلى مستوى العالم أن يأتوا بدليل على أن الرئيس السابق يمتلك دولاراً واحداً فى أى بلد فى بلاد العالم"-- وأين ذهبت تصريحات هيلاري كلينتون وجون كيري والسلطات السويسرية عن ثروة الرئيس المطرود ؟ لابد أنه مطمئن إلي الممارسات والاجراءات التي حدثت في الفترة التي سبقت التحقيقات والمحاكمات وأن كل شىء قد تم الاستعداد له بدقة ، لم ينس أن يخبرنا عن تعاطفه الصادم مع بقية أسرة " المشلوح " يقول عن زوجته : " الست ديه مظلومة ظلم" ولا أدري ما نوع الظلم ومن الذي ظلمها وهل فقدت وحيدها وعائلها أو زوجها أو فقد أحد أبنائها عينه أو أصابه العمى أو أصيب بشلل في مظاهرة كان يحسبها سلمية فإذا بالكلاب السعرانة تطلق رصاصها الحي من كل حدب وصوب علي العزل بلا قلب ولا ضمير ، ثم تنظر بحسرة إلي من قتل فلذة كبدها وهو حر طليق في تحد سافر وسافل للعدالة ، ثم يردد علي مسامعنا مقولات سخيفة مملة نحمد الله أن الثورة أراحتنا منها إلي غير رجعة يقول : " وهل لكونى رئيساً للجمهورية، هل يبقى محظور أن يكون ابنى وعائلتى شطار" ، وكأن شطارة الأولاد كانت بمعزل عن جلباب الأب الفضفاض الذي شمل القطر كله ،-- وجدتني أتساءل: لماذا يتقدم محام كبير ومشهور للدفاع عن مجرم بائن إجرامه ورجل خان وطنه وباع ثروته للعدو بثمن بخس وهو- المحامى - ليس في حاجة إلي مزيد من الشهرة وذيوع الصيت و أيضا بطبيعة الحال ليس في حاجة إلي مزيد من المال ، هنا استدعت الذاكرة من مخزونها ما أخبر به الرسول الكريم أن تطلع بعض النفوس إلي المال ورغبتها فيه وحبها له ليس له حدود يقف عندها ولا نهاية ينتهي إليها ، وهذا معني الحديث الشريف " لو كان لابن آدم واديان من ذهب لتمني الثالث ولا يملأ عين أبن آدم إلا التراب "