رأت صحيفة إندبندنت البريطانية أن النظام السوري بدا في عزلة متزايدة بعد أن خرج مئات الآلاف من المتظاهرين السوريين أمس الجمعة إلى الشارع في واحدة من أكثر مظاهرات الإحتجاج ضده إحتشادا. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته اليوم السبت على موقعها على الإنترنت - أن المحاولات غير المسبوقة من الرئيس السوري بشار الأسد للتواصل مع معارضيه لم تحل دون خروج المتظاهرين بأعداد كبيرة إلى الميادين في شتى أنحاء البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد - الذي دعا الأسبوع الماضي المئات من رموز المعارضة إلى دمشق لمناقشة مستقبل السلطة في البلاد - عاد مجددا لإستخدام قوات الأمن لردع مظاهرات المدنيين عن طريق القتل أو الاعتقال، حيث ذكر ناشطون حقوقيون أن 9 لقوا مصرعهم في مظاهرات أمس من بينهم 3 سقطوا في قلب مدينة حمص التي شهدت إطلاق الجنود النار على المدنيين من خلف حواجز وضعت في منتصف الطرق. وأفادت إندبندنت أن نحو 1400 مواطن سوري - وفقا لناشطي حقوق الإنسان- قد لقوا حتفهم منذ بدء إندلاع المظاهرات في منتصف مارس الماضي. وأوضحت أن مظاهرات أمس الجمعة جاءت بعد مقتل 19 مواطنا على الأقل خلال عملية عسكرية قام بها الجيش السوري في شمال غرب البلاد على مدى يومين، حيث واصلت عناصر القوات المسلحة والدبابات مسحها للمناطق التي شهدت نزوح أكثر من 10 آلاف مواطن سوري إلى داخل الحدود التركية في مشهد يمثل أكبر مصادر الحرج للنظام السوري. كما تزامنت أحداث العنف التي وقعت أمس مع تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي عقدته أثناء زيارتها لليتوانيا بأن "الوقت ينفد أمام النظام البعثي في سوريا". وقالت كلينتون أن النظام السوري إما أن يسمح بعملية سياسية جادة والإنخراط في حوار بناء مع أعضاء من المعارضة والمجتمع المدني أو أن يستمر في مواجهة المقاومة المنظمة والمتزايدة في نفس الوقت. فيما اعلن مصدر رسمي ان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر اليوم السبت مرسوما يقضي باعفاء محافظ حماة (وسط) من مهامه غداة اكبر مظاهرة شهدتها البلاد في هذه المحافظة شارك فيها نحو نصف مليون متظاهر. وافادت الوكالة ان "الرئيس السوري اصدر اليوم السبت المرسوم القاضي باعفاء احمد خالد عبد العزيز من مهامه محافظا لمحافظة حماة"