مع ان التعامل مع الشهداء وأسرهم ليس شأنا جديدا على مصر، الا ان مرور اكثر من 5 شهور على الثورة دون ان يتم وضع اسس ومعايير واضحة للتعامل مع اسر شهداء ثورة 25 يناير، والاسراع بتطبيق هذه القواعد على الفور، لهو أمر معيب ومحزن ووصمة عار في جبين الحكومة الحالية. نتعامل مع الشهداء، اصحاب ازكى دماء سالت في سبيل مصر ورفعتها والذود عن ارضها وصد المعتدي على ترابها، وتحريرها من الطغيان والطاغوت منذ عشرات السنين، ولن نعود الى ثورة عرابي أو ثورة 1919، ولكن على الاقل هناك سجلات رسمية للشهداء في حروب 1948 و1956 و1967، وحرب الاستنزاف وحرب 1973، وهناك جهات وجمعيات ترعى اسر شهداء الحروب، وقوانين وقواعد تنظم منح ذوي الشهداء الامتيازات الخاصة، وان كانت دائما لا تليق بحجم التضحية التي ضحوا بها، وغالبا ما تنحصر في تخفيضات في رسوم التعليم او حتى استخدام المواصلات العامة، وربما بعض وحدات الاسكان الشعبي، اضافة الى تعويض مالي لا يسمن ولا يغني من جوع، ثم بعض الهدايا التذكارية عندما تحين مواعيد المناسبات والحروب التي وقعت فيها الشهادة، وغالبا ما تقوم بذلك جمعيات الشهداء التي تضاءلت حتى كادت تنقرض. .. وللاسف الشديد لم تقم أي من الانظمة التي حكمت مصر منذ ثورة 1952 بتكريم الشهداء وأسرهم تكريما يتناسب مع عطائهم، وان كان أي تكريم لا يرقى بأي شكل من الاشكال للتكريم الذي وعدهم الله سبحانه وتعالى به، والمنزلة الرفيعة التي انزلهم القرآن الكريم اياها. .. غير ان وضع شهداء ثورة 25 يناير يختلف عن بقية الشهداء، فأغلب الشهداء قبل 25 يناير كانوا من العسكريين الذين تتكفل القوات المسلحة برعاية أسرهم، أما شهداء ثورة 25 يناير فهم من المدنيين، وبعض العسكريين الشرفاء، وقد قتلوا برصاص مصري، والقاتل من زبانية وزارة الداخلية أو البلطجية الذين اطلقهم زبانية الداخلية، ودفع لهم اموالهم القذرة اقطاب الحزب المنحل، وهنا فإن «ألم ذوي القربى أشد وأقسى»، خاصة ان القتلة وزبانيتهم احياء يرزقون، قلة قليلة منهم في السجون، والبقية يرفلون في بلهنية العيش، ويخرجون ألسنتهم لاهالي الشهداء وذوي الجرحى والمعاقين، بانتظار سلحفاة القانون العادل، بينما دماء الشهداء حارة، وجروح المصابين ساخنة لم يقف نزيفها بعد، حتى الآن لم يتم حصر كامل وواضح ومتفق عليه لاسماء واعداد الشهداء، والجرحى، ولم يتم وضع قواعد واضحة لتكريمهم وتيسير امور حياتهم، وتحديد الامتيازات التي يجب ان يحصلوا عليها، وكان ينبغي وضع ذلك على قائمة الاولويات القصوى، حتى لا يضطر اهالي الشهداء للبحث عمن يكرمهم، ويكونوا طرفا في احتكاكات دامية كما حدث في ميدان التحرير وماسبيرو ومسرح البالون! واذا كانت الاجهزة المعنية والمكلفة من رئيس الحكومة غير قادرة على القيام بهذا الدور، فلتتنح وتترك المجال لمن هو قادر على الانجاز بسرعة ودقة وكفاءة، وعلى ذكر التنحي، نشر موقع «المصري اليوم» امس خبرا لو كان صادقا لوجب ان تحدث وقفة «مكاشفة» اطرافها.. المجلس الأعلى للقوات المسلحة ود.عصام شرف واعضاء ائتلاف الثورة وممثلو الاحزاب والتيارات، لان الامر يكون جد خطيراً. واذا ثبت ان «الخبر كاذب» فيجب احالة المتسبب في بثه للمحاكمة فورا لانه بذلك يحدث وقيعة صريحة بين الجيش وشرف والشعب؛ الخبر يقول: «ان د.عصام شرف ارسل قائمة ب7 وزراء الى المجلس الاعلى للقوات المسلحة يطلب الموافقة على تغييرهم، بسبب عدم قدرتهم على التجاوب السريع مع طلبات المواطنين، وتنفيذ اهداف الثورة بسرعة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والقضاء على بؤر الفساد، ومعارضة بعضهم لسياسات د.شرف نفسه». ممكن نعرف بالضبط: من الذي يحكم مصر؟! أم أن هناك ضمن من يحكمون مصر من يتفق في الرأي مع الداعية الكويتي عثمان الخميس في أن قتلى الثورة المصرية ليسوا شهداء لان الثورة قامت من اجل الدنيا وليس من اجل الدين، ولم يخرجوا من اجل تطبيق شرع الله، وإنما من «اجل الحكم الديموقراطي»؟! حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 مين اللي طرطش ع الرصيف دمي مين اللي طلّع في الميدان روحي؟! إلا اللي خانك وانتي بتسمّي تقري المسافة بين ضحكتي ونوحي أنا الشهيد ما اعرفش غير أمي أنا الجريح اللي راسمك ورده في جروحي طب مين يكرم مين في الزحمة متغمّي؟ أمانة ساعة الندا.. بالسر لا تبوحي مختار عيسى (يوميات يناير)