شنت جماعة الإخوان المسلمين هجوما حادا على الحكومة واتهمتها بالإهمال والتقصير في مواجهة أزمة أنفلونزا الطيور وبث الرعب والذعر بين المواطنين ، مشيرة إلى أن الأزمة تهدد بضياع استثمارات مالية تتراوح ما بين 1.5إلى 2.5مليار جنيه ، فضلا عن تهديد 5 مليون فرصة عمل إذا ما تم اخذ الصناعات الأخرى التي تقوم عليها الصناعة الداجنة. وقالت الجماعة ، في مؤتمر صحفي عقدته أمس بمقر الجماعة بمنطقة المنيل بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجبهة الوطنية من اجل الإصلاح ، إن السياسة الحكومية الخاطئة عملت على إلحاق الكوارث القومية الواحدة تلو الأخرى ، وكان آخرها أزمة الطيور التي هددت الاقتصاد القومي في مقتل . وطالبت الجماعة بمحاسبة المسئولين عن تلك الأزمات وضرورة كشف الحقائق على الرأي العام ، مشيرة إلى أنها نوابها في مجلس الشعب قدموا أكثر من 60 آلية برلمانية ما بين استجوابات وطلبات إحاطة وأسئلة وبيانات عاجلة حول الأزمة ، إلا أنها لم تلق الاهتمام من جانب الحكومة الأمر الذي دفع بنواب الإخوان للانسحاب من البرلمان بسبب عدم مناقشة تلك الآليات. وأشار المرشد العام للجماعة محمد مهدى عاكف إلى الجهود التي بذلتها الجماعة من اجل علاج الأزمة منذ بداية ظهور المرض ، وتقديمها لوسائل المواجهة العلمية عن طريق لجنة متخصصة من الأكاديميين والبرلمانيين والمتخصصين ، إلا أن تلك الجهود لم تلق صدى لدى الجهات المعنية. واتهم عاكف الحكومة بعدم استخدام الأساليب العلمية واللجوء لما وصفها بالأساليب الهمجية حيال الأزمة في محاولة من جانبها لتخفيف الذعر لدى المواطنين إلا أن تلك الأساليب كان لها اثر سلبي على المواطنين وعلى الاقتصاد القومي عامة. من جانبه ، طالب المنسق العام للجبهة الوطنية من اجل الإصلاح الدكتور عزيز صدقي بتقديم المسئولين عن الأزمة للمحاكمة ، معتبرا أن الأزمة ليست وليدة يوم وإنما كان لها مقدمات في دول أخرى وكان العالم كله يستعد لمواجهتها ومع ذلك لم تعمل الحكومة منذ البداية على مواجهتها الأمر الذي أدى إلى تفاقمها في وقت لا تسمع فيه الحكومة للمعارضة أو الحركات المطالبة بالتغيير. وأكد عزيز أن أزمة الطيور تعبر عن عدم قدرة الحكومة على إدارة الأزمات أو القيام بدورها تجاه المواطنين. وانتقد الأوضاع الحالية ، معتبرا انه آن الأوان لان يبطل الفساد وان تنتهي الأوضاع التي آلت بالوطن إلى كوارث متتالية. ولفت القيادي في الجماعة الدكتور عبد الحميد الغزالي أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلى الجوانب الاقتصادية المرتبطة بالأزمة ، وأشار إلى أنها حملت الاقتصاد القومي بخسائر مالية بالغة بسبب عدم وجود قاعدة بيانات عملية دقيقة حول الأزمة. وأوضح أن الأزمة تسببت في تهديد مصدر بروتيني لأكثر من 75% من المواطنين فضلا عن التسبب في ارتفاع أسعار السلع الأخرى كاللحوم الحمراء والأسماك كما أنها عملت على إلحاق خسائر مالية بقطاعات كبيرة من الاستثمارات القومية قدرها الدكتور الغزالي بما يصل إلى 2.5مليار جنيه إذا تم اخذ الصناعات الموازية والتي تعتمد على الدواجن في الاعتبار. وأشار رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان الدكتور سعد الكتاتنى إلى جهود الجماعة داخل البرلمان لمواجهة الأزمة ، والتي تمثل في تقديم 60 طلب إحاطة وبيان عاجل لمناقشة المشكلة داخل البرلمان إلا أن الحكومة لم تستجب لطلب الإخوان ، وأكدت أن مصر بعيدة عن الأزمة وأنها خالية منها الأمر الذي أدى إلى انسحاب الإخوان من البرلمان احتجاجا على سياسة البرلمان والحكومة تجاه الأزمة. من جهته ، قال وكيل لجنة الصحة ونائب الإخوان الدكتور أكرم الشاعر أن الحكومة لم تكشف عن كيفية دخول المرض إلى مصر وأنها لجأت إلى أساليب خداع للمواطنين والتي أصابتهم بالذعر فضلا عن القرارات الحكومية التي ألحقت الضرر على كل المواطنين خاصة الفقراء نتيجة فرض غرامات عليهم فضلا عن الكارثة البيئية الناجمة عن قرار إعدام الدواجن.