وجه نواب "الإخوان المسلمين" اتهامات وانتقادات حادة للحكومة، أثناء مناقشة استجوابين و178 طلب إحاطة وسؤال في مجلس الشعب أمس، حول الإهمال الشديد والفشل الحكومي في مواجهة كارثة مرض أنفلونزا الطيور. وطالب الدكتور حمدي حسن بسحب الثقة من الحكومة، بعد أن اتهمها باستخدام العصا ضد المتظاهرين أمام دار القضاء العالي، وباستخدامها أيضًا العصا بطريقة وحشية لإعدام الدواجن وضربها على رؤوسها. وقال متهكما على الحكومة : إن الدواجن لم تشارك في أزمة القضاة ولم تقم بمظاهرات حتى يتم ضربها وإعدامها بالعصا، مستندًا في ذلك إلى تقرير اللجنة المشتركة من لجان الصحة والزراعة والصناعة والدفاع والأمن القومي والثقافة والإعلام والسياحة. واتهم النائب الإخواني الحكومة بإعدام 40 مليون زوج حمام في مصر، رغم ثبوت عدم إصابة الحمام بالمرض أو نقله، واتهمها أيضًا بإهدار 18 مليار جنيه قيمة الثروة الداجنة وإصابة 2 مليون عامل في صناعة الدواجن وضمهم إلى طابور البطالة. واتهم الدكتور حمدي حسن الحكومة بتعريض الشعب المصري للتجويع بعد إعدام الثروة الداجنة التي كانت توفر 48 من احتياج المصريين من البروتين الحيواني بالإضافة إلى البيض الذي يعتبر أحد مصادر البروتينية الأساسية التي يحصل عليها تلاميذ المدارس في جميع أنحاء الجمهورية. من جانبه، طالب الدكتور فريد إسماعيل بمحاكمة أعضاء اللجنة العليا الفنية لأنفلونزا الطيور، لإصرارها على استيراد المصل الصيني الفاسد الذي حقق من ورائه اللصوص والمفسدين أرباحًا تقدر بنحو مليار جنيه، على حد قوله. إذ يؤكد النائب أن ثمن المصل 40 جنيهًا، وتم بيعه بالإجبار لأصحاب المزارع ب480 جنيها، رغم علم الحكومة بذلك وعلمها أيضًا أن الأمصال الصينية تخالف كل الآراء العلمية وتقارير اللجان المتخصصة ونصائح المنظمات العالمية بعدم استيراد هذا المصل الذي لا يستعمل في الصين بلد المنشأ. واتهم الحكومة بالفشل في توفير التطعيمات السليمة والمطابق للمواصفات العالمية والتعامل مع الكارثة بغباء شديد وتخبط كبير، استنادًا إلى ما أكدته منظمة الصحة العالمية في تقريرها الذي بثته وكالات الأنباء العالمية ووصف فيه أسلوب تعامل الحكومة المصرية مع المرض بأنه الأسوء بين دول العالم، فضلاً عن اتهام ديفيد نابارو منسق الأممالمتحدة لأنفلونزا الطيور، السلطات المصرية بأنها غير مستعدة بالمرة لمواجهة هذه المرض. وقال النائب في استجوابه إنه رغم خطورة الكارثة لم يتم تجهيز المستشفيات بالقدر الكافي مما ترتب عليه إصابة 13 فردًا توفي منهم خمسة أفراد مما شكل أعلى نسبة وفيات على مستوى العالم، وطالب تشكيل لجنة تقصي حقائق للوقوف على هذه الكارثة القومية وتقديم تقرير مفصل للمجلس. لكن الدكتور حاتم الجبلي شكك في دقة البيانات التي استند إليها الاستجواب، وقال إن درجة الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور انخفضت إلى 9% خلال 7 أسابيع. وأوضح أن نسبة الوفيات في مصر أقل بكثير من الدول الأخرى التي ظهر فيها المرض، مشيرًا إلى أنه يجهز لحملة إعلامية لمواجهة احتمالات ظهور المرض مرة أخرى في مصر في سبتمبر القادم، بسبب وجود بؤرة في جنوب شرق آسيا. ونفى وزير الصحة قيام أجهزة الحكومة بالتعامل مع الطيور بقسوة، وقال إنها ليست مسئولة عن ضرب الطيور بالعصي كما قال النائبان. وقد احتد وزير الصحة على المستجوب وقال له: "أنت أيه بتألف عشان تطلع في التليفزيون ومن قال أنه تم ضرب الدواجن بالعصي.. إنه كلام تأليف"، مؤكدًا أن نسبة الوفيات في مصر صفر % وفي كمبوديا بلغت نسبة الوفيات في الأطفال 89%. وقال إن اللجنة القومية العليا ستصدر تقريرا خلال 3 شهور يكشف كيفية تسلل مرض أنفلونزا الطيور إلى مصر وقال إن احتمالات عودة الوباء مرة ثانية مازال وارد. من جهته، وصف المهندس أمين أباظة وزير الزراعة استجواب النائبين بأنه عبارة عن كلام مرسل يفتقد إلى الحقائق، وقال لقد تعاملنا مع الأزمة بشفافية، وإن كان قد اعترف بوجود عشوائية في صناعة الدواجن في مصر رغم ما حققته من استثمارات ضخمة. وأرجع الخسائر التي أصابت الثروة الداجنة إلى عزوف المستهلكين، بعد أن أصابهم الذعر عقب ظهور المرض، رافضًا اتهام النواب أن تكون هناك مؤامرة من الغرب وراء تسرب المرض إلى مصر. كما نفى الوزير إعدام الحمام أو مطاردته في أبراجه، وكشف أنه تم إعدام 29 مليون دجاجة فقط من بين إنتاج مصر البالغ قيمته 800 مليون جنيه، وقال إنه خلال خمس سنوات على الأكثر سوف يتضاعف إنتاج مصر إلى 2 مليار دجاجة و14 مليار بيضة. وأكد الوزير أن اللقاح الصيني استخدام بكفاءة بنسبة 96%، موضحًا أن كافة السلالات البلدية سليمة وتم الحفاظ عليها .