كان الله فى عون الأزهر الشريف .. فقد تعرض لسنوات طوال لهجمات شرسة وشعواء .. تارة ممن يصيبهم التدين بالذعر .. وأخرى من الدولة التى كان لا يرضيها أن يكون له دورة المرسوم والمنوط بة .. وثالثة من أصحاب التيارات المختلفة التى تريد سحب البساط من تحت أقدامة ..ولست هنا فى مقام الدفاع عن شيخ الأزهر فهو أقدر على ذلك منى ولة مستشاروه الذين يمتلكون أدوات الزود عنه .. وإن سلمت أنه رجل مخلص وعالم جليل بل هو من رجالات الزمن الوارف .. الأزهر الشريف الذى أعنيه هو الجامع والجامعة وقبلهما روافده من تعليم متعدد المراحل ( إبتدائى . إعدادى . ثانوى ) فقد أُجبر على التراجع لأسباب عديدة لسنا فى مجال سردها .. الأزهر الذى نريده هو ما عرفناه فى أزمانه الوارفة عندما كان ملاذاً للمقهورين والمكلومين فى الداخل والخارج .. نريدة فتياً ومنبراً للإسلام الوسطى الذى نحن أحوج ما نكون اليه .. نريدة كما كان فى عصرة الاول صاحب الكلمة العليا والرأى السديد .. نريده قوياً ليكون همزة الوصل كما كان وجسراً للتواصل مع كل الدول العربية والإسلامية .. من خلال استقباله للوافدين للتعلم وكذا من خلال إرساله للبعثات التى تقلص دورها .. ولا أنسى عندما زرت دوله أُوغاندا وهناك كان التساؤل .. أين الأزهر ولماذا غاب دوره ؟ ومتى يعود لعافيته .. الأزهر الشريف الذى ننتظره هو من قام أساتذته وعلماؤه بأدوار أخفق فيها الدبلوماسيون .. ويوم أن غاب دوره فى الخارج يوم أن انسلخت دول كثيرة عن عروبتها وإسلامها وارتمت فى أحضان دول الغرب الذى كان لهم ولنا بالمرصاد .. وانتظر ساعة الصفر وكان الانقضاض .. والثمن معونات زهيدة .. وكانت الثمار حالة من التوتر والجفاء بين مصر وقد غاب دورها بغياب الأزهر وبين ما نسميهم ببلاد حوض النيل .. فهل يعى المصريون أهمية الازهر ودوره الذى كان لاسيما فى المرحلة التى نحياها .. أم أننا سنظل نتكلم كثيراً ونفعل قليلاً .. وإنا لمنتظرون ؟