أتحسس خطاى الأولى وأنا ذاهب إلى الجزائر الشقيق بعرضى المسرحى " طقوس الموت والحياة " – ممثلا جمهورية مصر العربية كضيف شرف المهرجان الوطنى للمسرح المحترف فى نسخته التاسعه وكلما تناقصت الأيام حتى نصل ليوم العرض كلما زاد التوتر والإحساس بالمسئولية الكبرى الملقاة على كاهلى وعلى كاهل أسرة العرض .. لنأتى ليوم الحسم وهو الأول من شهر سبتمبر للعام 2014 - يوم عرض المسرحية على المسرح الوطنى بالجزائر – مسرح محى الدين بشطارزى وهذا اليوم بمثابة يوما هاما فى مسيرتى وتاريخى الفنى لتعارفى الأول مع جمهور وشعب الجزائر الشقيق وكذلك لنقل المسرحية من عرضها فى قاعة صغيرة بمصر إلى ركح آخر أو فضاء آخر وهو خشبة المسرح ومن يوم وصولى وأنا وفرقتى قبلنا التحدى الذى نحن بصدده وهو إثبات إتساع رقعة العرض ليتسع من عرضه فى قاعة صغيره إلى خشبة مسرح كبيره وكذلك كتابة شهادة أخرى جديده فى الجزائر وسط لفيف من الجماهير ومن النقاد والصحفين الجزائريين والعرب . وجاء يوم عرض المسرحية وزاد إحساسى بالتوتر والقلق عندما شاهدت المسرح ممتلئا على آخره ولا يوجد كرسيا واحدا خاليا من المتفرجين .. وبدأ العرض وبدأت الليلة المنشوده – الحلم – لأتنفس الصعداء مع أول تصفيق حاد مع نهاية الرقصة الأولى أو مايسمى بالأوفرتير ... لتتوالى المشاهد تلو الآخرى ومع كل تصفيق من الجمهور أتلمس خطايا نحو التحقق والنجاح .. فالتصفيق هو الشاهد الحقيقى على النجاح والذى يوضح إذا ما كان هناك نجاح واستحسان من قبل الجماهير أم لا وإذا بنا فى وسط العرض تسقط السيدة الزميلة " وفاء الحكيم " على خشبة المسرح نتيجة الاندماج الرائع من الممثلة الزميلة بطلة العرض " نهى لطفى " فى مشهد من اروع مشاهد العرض وإذا بى أقوم من مكانى فى غرفة التحكم وتزداد نبضات قلبى وكأن الوقت يمر بحركة بطيئة وكأن الزمن قارب على التوقف من البطئ الشديد لشدة خوفى على الزميلة القديرة " وفاء الحكيم " وعلى العرض أيضا وإستكمال العرض من عدمه .. وإذا بالقديرة " وفاء الحكيم " تقوم بخفة الفراشة وتتمالك قواها وتعطى دفعة معنوية بالعين لزميلتها " نهى لطفى " التى كادت من شدة خوفها على زميلتها أن يقل تركيزها وينطلق المشهد مرة أخرى وينطلق العرض نحو مبارة رائعة بين الرائعتين " وفاء الحكيم " و " نهى لطفى " ليتأكد النجاح وتتأكد مبارة تمثيلية فى غاية الروعة بينهما ويدخل الفنان الرائع القدير فنا والشاب روحا وإحساسا " محمود عزت " ليؤكد لحظات النجاح وإتصال الود بينه وبين الجماهير لدرجة أنه فى مونولوجه الأخير الذى يتحدث حول الثورة وما إلى ذلك .. يصفق الجمهور دون إنقطاع من ذدة إعجابه بالمشهد وبالصدق الفنى الذى تحلى به الرائع " محمود عزت " ليدخل " مايكل ناجى " بخفة ظله " ليجمع خيوط اللعبة حتى نصل إلى دخول الفراشتين " ياسمين سمير و مى إبراهيم " لتتكمل لبسيمفونية الرائعة بخروج " نهى لطفى " من وسط الجمهور وسط تصفيق حاد غير منقطع من الجماهير الجزائرية الغفيرة. وبعد كل ذلك تمضى الساعات .. لتأتى لحظة التحية التى ظل الجمهور واقفا ثابتا راسخا يصفق ويصفق ويصفق لنا جميعا وتأتى بعدها لحظات التكريم للفنان القدير / فتوح أحمد وكانت المفاجآة الكبيره هى تكريمى أيضا على خشبة المسرح من قبل إدارة المهرجان ومن محافظ المهرجان الفنان الرائع / محمد يحياوى .. ليندفع بعدها الجمهور لإلتقاط الصور الفوتوغرافيه معى ويمتلئ ركح المسرح بالصحفيين والقنوات للتسجيل معى .. وكل ذلك واللية لم تنتهى بعد
لقد استمرت اللية حتى وصلت للفندق لأقابل القامات والزملاء .. لأصعد للمطعم لتناول عشائى .. فإذا بالكبار يقابلوننى بالأحضان ومنهم الكاتب المغربى الكبير / عبد الكريم برشيد والفنان الرائع / جواد الأسدى وغيرهم أتمنى ألا أنسى أحدا وتتوالى الليالى لأشعر بنجاح عظيم فتأتى القنوات لعمل حلقات خاصة عن أعمالى ونجاحاتى فى مصر وفى الوطن العربى وإذا بالأستاذ الدكتور / سعيد نصر يأتى للفندق ليقول لى كلمات كبيرة وعظيمه ويكونن آخرها أن فخر لمصر ولقد فعلت مالم يستطع أن يفعله الآخرون منذ سنوات .. " أنت رفعت راسى وراس مصر " وبهذه الجملة أنهى ليلتى بالجزائر التى لم تنتهى بعد حتى الآن ..