هي أقوى شخصية نسائية أسطورية خرجت من أجواء ألف ليلة وليلة لتتربع على قمة البهاء الأنثوي و لتصبح رمزا للمرأة المكتملة التي يتمناها الرجل . إنها جميلة حكيمة ذكية مبدعة شجاعة قادرة على إدارة حياتها وتوجيه دفة الحياة الزوجية إلى الشاطئ الآمن . جاءت شهرزاد لتقول كلمتها للزوجات وهى كلمة صالحة لكل زمان و لكافة الظروف , فماذا قالت ؟ قالت . إنها ترفض أسلوب الشكوى من الزوج و رصد عيوبه والاكتفاء بترديد صحيفة سوابقه معها فى كل مناسبة ليكون ذلك مبررا لفشلها في أداء دورها , فليس هناك زوجا أشد ظلما للمرأة من شهريار الذى كان يطيح برأس زوجاته بلا سبب , و مع ذلك استطاعت شهرزاد بذكائها أن تتعامل مع الجانب الجيد في نفسه و تنميه و تروض الجانب الوحشي و تتجنبه و استطاعت أن تنعم بحبه و ثقته ليتوجها ملكة إلى جواره مدى الحياة . قالت أيضا أن عدو الزواج الأول هو الملل فقد كان شهريار يتخلص من زوجاته بسبب شعوره بالملل , فكل واحدة تكرر نفسها و غيرها بلا أي تجديد أو إبداع حتى أنه لا يطيق الاستمرار معها أكثر من ليلة واحدة ,أما شهرزاد فقد استطاعت أن تشده إليها بحكاياتها و إبداعها و تجددها ليجد نفسه محتاجا إليها دائما لأنها تدخله في دوائر الخيال الساحرة و تكتشف معه أسرار الحياة و يبحثا سويا عن أجوبة شافية لأسئلتها . قالت أن المثلث الذهبي لنجاح أي علاقة إنسانية و من بينها الزواج هو الصدق و الإخلاص و المنفعة فإذا اختل هذا التوازن بين الأضلاع الثلاثة تهاوت العلاقة و سقطت في بئر الفشل و اللاجدوي و قد أوجدت لنفسها وظيفة نافعة في حياة زوجها جعلته لا يمكنه الاستغناء عنها و أصبحت هي مستشاره الأول ووزيره الأمين . قالت أن المدخل الحقيقي لقلب الرجل هو عقله وهي استطاعت أن تخاطب أعلي و أرقي مراكز التفكير لديه وتستفز مخيلته و تمده بأسباب الحكمة و حب المعرفة التي هي أعلي نقطة في هرم الاحتياجات الإنسانية . قالت أنه من الحماقة أن يصر نبات الظل على الانتقال إلى الشمس فيحترق ,فهي لم تتجاوز حدودها كزوجة ولم تدخل معه صراعا لمحاولة السيطرة عليه وإثبات قوتها , بل أجادت أداء دورها فقط . قالت أنه في العلاقات الحميمة لا تكفى محاولة أواثنتين للوصول إلى التفاهم , لقد حاولت ألف مرة ولم تفقد الأمل حتى نجحت في المحاولة التالية للألف. قالت أن التفاهم ليس إملاء للشروط أو صياح وصخب وتبادل للاتهامات ,بل إنه ليس أمرا منطقيا بحتا ,فالبيت مكان يختلف تماما عن قاعات الندوات و المحاضرات و المحاكم حيث يتبادل الخصمان الاتهامات و يفوز الأقوى حجة , البيت هو المكان الذي يشعر فيه الرجل أنه شهريار عصره و أثناء قيام المرأة بدورها كشهر زاد يمكنها إدارة التفاهم بشكل لطيف محبب ,فقد كانت تضع الرأي الجاف داخل قصة شيقة و تجعله هو ينطق بالحكم الذى أرادت هي الوصول إليه . قالت أن للرجل طبيعة خاصة تجعله يتطلع دائما إلي ما لم يكتشفه بعد , وليس من الذكاء أن تكشف له الزوجة أوراقها كلها من أول لحظة كما كانت تفعل الزوجات المملات قبلها ,لذلك كانت تتركه دائما عند نقطة مثيرة من الحكاية ويظل ينتظرها في شوق لتكمل حكايتها ولكنها كانت قادرة على أن لا تنتهي أبدا و تتجدد باستمرار. قالت أن الزواج ليس معناه اثنين أحدهما سلبي يساوي واحد يتحمل مسئولية الجميع , معناه الإيجابي واحد زائد واحد متجدد يساوى ما لا نهاية من التوافق والسعادة.