دعا وزير الدفاع الفرنسى جون أيف لودريان إلى "التحرك في ليبيا قبل فوات الأوان" واستنفار المجتمع الدولي في هذا الإطار. وقال لودريان، في تصريحات لصحيفة لوفيغارو الفرنسية نشرتها اليوم الثلاثاء "يجب أن نتحرك في ليبيا، بوابة أوروبا والصحراء الكبرى وتجنيد المجموعة الدولية لذلك"، دون أن يحدد طبيعة التدخل الذي يقصده. وأشار إلى أن هذا التدخل كان محور اللقاء غير الرسمي الذي جمعه بوزراء الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي بمدينة ميلانو الإيطالية أمس الإثنين، مضيفا أنه سيبحث الأمر خلال اجتماعه مه نظرائه الأوروبيين في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء بميلانو أيضا. وأضاف "ينبغي أيضاً التوجه الى الاممالمتحدة"، مشيرا إلى أن اجتماع الجمعية العامة نهاية الشهر الجاري فرصة يجب اغتنامها لتناول الوضع فى ليبيا. وحذر من الخطر الذي أصبحت تشكله ليبيا على دول المنطقة وعلى أوروبا نفسها، قائلا "أصبح الجنوب الليبي بشكل خاص بؤرة تقصدها المجموعات الإرهابية للحصول على ما تحتاجه بما في ذلك الأسلحة والدعم" بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول. وأضاف "فلنتذكر أننا قمنا بعمل جماعي ونجحنا في مالي"، في إشارة إلى التدخل الفرنسي في مالي في يناير2013. واعتبر لودريان أن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية، مضيفا أن "كل هذا الأمر سيتم بالتنسيق مع الجزائريين وهم عامل مهم في هذه المنطقة". وكان موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية، قال مساء أمس الإثنين، إن الجنرال بيير دو فيليه رئيس أركان الجيش الفرنسى "سيقوم بزيارة عمل للجزائر يوم السبت المقبل"، ونقل الموقع عن مصادر دبلوماسية جزائرية وفرنسية قولها، إن هذه الزيارة تأتى في ظل وضع إقليمى بالغ الحساسية بالنظر إلى تدهور الوضع في ليبيا وهو ما يثير قلق باريس، فيما لم يتسن على الفور التأكد من هذه الزيارة من جانب السلطات الفرنسية أو الجزائرية. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من أي من طرفي السلطة في ليبيا على تصريحات لودريان. ومنذ الإطاحة بالعقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، عام 2011، تشهد ليبيا انقساما سياسيا بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخرا. وأفرز هذا الانقسام جناحين للسلطة لكل منهما مؤسساته؛ الأول: البرلمان الجديد المنعقد في طبرق، وحكومة عبد الله الثني، التي استقالت مؤخرا وجرى تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة، إضافة إلى رئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. أما الجناح الثاني فيتألف من المؤتمر الوطني العام، وهو برلمان سابق استأنف عقد جلساته الشهر الماضي، ومعه رئيس الحكومة المكلف من قبل المؤتمر، عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش "المقال"، جاد الله العبيدي. ويتهم الإسلاميون في ليبيا فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" العسكرية، التي يقودها اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، منذ مايو الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين". بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني أن "عملية الكرامة" تمثل "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس، والتي تقودها منذ 13 يوليو الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" و"ثوار طرابلس"، ونجحت الشهر الماضي في السيطرة على مطار طرابلس.