فتح الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس "الدعوة السلفية"، النار على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي أعلن الخلافة الإسلامية، في أعقاب سيطرته على أجزاء واسعة من سوريا وبعض مناطق العراق، مستنكرًا ممارساته في القتل والتنكيل بالخصوم. وقال برهامي في مقال نشره عبر موقع "أنا السلفي" تحت عنوان: "الخلافة الإسلامية بين الحقيقة والخيال"، إنه "لو بذل أعداء الإسلام جهودهم خمسين سنة ما أظن أن يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء"، متسائلاً: "فأي دولة إسلامية هذه؟! وأي إقامة للشرع فيما حدث ويحدث؟! فضلاً عن أن تكون خلافة إسلامية، وهل تجد تشويهًا لصورة المسلمين والعمل الإسلامي أعظم من ذلك"؟! وهاجم برهامي، أبو بكر البغدادي زعيم "داعش"، قائلاً إنه "لم يُعرَف له تاريخ في العلم حتى يُعرف منهجه، أو سابقة في الدعوة حتى يُعرف اسمه ووعيه وكفاءته، أو تاريخ في التربية والإصلاح حتى يعرف ورعه وزهده، وعبادته، ونشأته، أو تاريخ في الجهاد حتى يعرف فقهه وعمله وقدرته، وأمانته وعفته، بل شخص مجهول؛ فلا رصيد ولا تزكية مِن أحد موثوق به، بل بمجرد الانتساب إلى تنظيم دولة الإسلام في العراق وتقديم مَن أحاطوا بالقيادة مِن ضباط المخابرات البعثيين "التائبين" له! وتابع "لقد حدثني الإخوة عن عمليات القتل والنهب والغصب، وطرد الناس مِن بيوتهم والأَسر والتعذيب؛ ما كرِه الناس معه هيئة الملتزمين والسنيين، بل كره بعضهم المساجد، ولربما كره البعض الإسلام نفسه؛ فهلك مع الهالكين". وأشار إلى ممارسات "داعش" في "نقض العهد والغدر، والفتك بالمسلمين والمجاهدين، وسائر الفصائل بدعوى الردة مع ترك قتال النظام لنفس التأصيل السابق -"قتال الكفار المرتدين مقدَّم على قتال الكفار الأصليين". وأكد أن "كل ذلك صب بلا شك في مصلحة النظام البعثي الذي دخل ضباط مخابراته التائبين في الدولة الجديدة، وأتى الشباب المغرور مِن أنحاء العالم الإسلامي وغيره للدخول في الدولة الجديدة ومبايعة صورة "يد" أميرها المجهول بلا أدنى معرفة أو علم؛ لينضموا إلى طابور "حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، يقولون مِن قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" كما جاء في الأحاديث الصحيحة عن الخوارج"! وتابع برهامي "إعلان الخلافة الإسلامية كان بلا مشورة لأحد مِن أهل العلم إلا خاصتهم مِن أهل البدع الذين حدثني أحد الإخوة الأفاضل عن واحد ولوه القضاء الشرعي في إقليم فيه مئات الألوف من المسلمين، وهو لم يتجاوز في تعليمه الصف الثالث الابتدائي! ولم ينتهِ من كتاب الطهارة من كتاب فقه وهو يقضي بين الناس في الدماء والأعراض والأموال، وأهم ذلك: "الذبح" الذي جاءوا به الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله". واستنكر نائب رئيس "الدعوة السلفية"، "التمثيل بالجثث بعد التعذيب كما حدث للشيخ القائد المجاهد "أبوحسين الديك" من صقور الشام -رحمه الله، وتقبله الله في الشهداء-، وكما حدث للقاضي الشرعي "عبد السميع" الذي لعب الصبيان برأسه الكرة -رحمه الله-. ووصف برهامي إعلان "داعش" الخلافة الإسلامية ب "المؤامرة الخبيثة ليجتمع الشباب المسلم المخدوع من أنحاء الأرض، محصورًا داخل حدود حمراء لا يملك أرضًا ولا سماءً، ولا يستطيع إلا قتل أهل بلده ودينه -بالتأكيد مع بعض غير المسلمين لذر الرماد في العيون- حتى إذا جاء وقت القضاء عليهم تم بأيسر طريقة كما قد وقع في بلاد أخرى".