تحدثت صحيفة واشنطن تايمز في افتتاحيتها عن الإعلان المتوقع من الرئيس باراك أوباما مساء اليوم ببدء المرحلة الأولى من سحب الجنود من أفغانستان والوفاء بوعده الالتزام بتاريخ يوليو/تموز 2011. وقالت إن البيت الأبيض يؤكد أن هذه الخطوة جاءت من موقع قوة، في حين تعتبرها حركة طالبان مجرد انسحاب مخز. وقالت الصحيفة إن روبرت غيتس وزير الدفاع الذي يترك منصبه قريبا أكد أنه تم اتخاذ خطوات تمهيدية لبدء مفاوضات مع حركة طالبان، وقال "إن محادثات المصالحة لن تحقق أي تقدم ملموس لغاية هذا الشتاء على الأقل، لأن طالبان يجب أن تشعر بأنها تحت ضغط عسكري، وتتأكد من أنها لن تنتصر قبل تقرير الدخول في حوار جاد". وأوضحت الصحيفة أنه وفق كلام غيتس فإن توقيت الانسحاب يُعتبر خاطئا، لأن منطق حركة طالبان يقول إن "القوة المنتصرة لا تنسحب". وأضافت الصحيفة أن أرقام الخسائر تجعل قبول رواية البيت الأبيض أمرا صعبا، فخسائر التحالف في العام الماضي تضاعفت 12 مرة عن مستوى عام 2004، والخسائر الأميركية تضاعفت مرتين منذ تولي أوباما الرئاسة. وأكدت الصحيفة أن السبب الوحيد للانسحاب هو "الموعد العشوائي للانسحاب"، فالرئيس أوباما أعلن الانسحاب عندما قرر بناء القوة الأفغانية قبل 18 شهرا، وربما اعتقد أنه بحلول يوليو/تموز 2011 سيكون الوقت كافيا لتكرار تطبيق الخطة التي نجحت في العراق ويتم التحكم في الوضع. لكن هذا لم يحدث، حيث توضح الصحيفة أن العمليات اشتدت في أفغانستان، لكن أوباما ظل مصرا على موعد الانسحاب، وقالت إنه لا يستند على قرار عسكري ولكن على قرار سياسي تحكمه خلفية اقتصادية بهدف تقليص الإنفاق. وقالت الصحيفة إن لحركة طالبان والأميركيين هدفا مشتركا، فالحركة تريد خروج القوات الأجنبية، والبيت الأبيض يريد هذا مهما كان الثمن، وهناك معضلة غياب الحسم، فطالبان لا تستطيع هزيمة التحالف في ميدان المعركة، كما أن التحالف لا يستطيع القضاء على الحركة ما دامت تجد ملجأ في باكستان، وهذا ما يسبب ركود الوضع، لكنه في صالح طالبان، لأن الطرفين يعلمان أن القوات الغربية لا بد أن تغادر عاجلا أم آجلا، والوقت ليس في صالح قوات التحالف، وخطة أوباما للانسحاب لن تخدم سوى طالبان التي ستكتفي بالانتظار. وختمت الصحيفة بالتذكير بما قاله غيتس "طالبان لن تدخل في مفاوضات جادة إلا إذا تأكدت من أنها لن تستطيع الانتصار"، وأوضحت "إذا كان حلف شمال الأطلسي لم يستطع هزيمة طالبان بالمستوى الحالي للقوات، فستكون طالبان أقل شعورا بالتهديد وهي ترى القوات الأميركية تحزم حقائبها وتغادر أفغانستان، فأوباما ينير الضوء في نفق طالبان".