د. محسن اللبيدي: مدير المستشفى سيس القضية ولا يوجد بالفريق الطبى "إخوانى" ليست العملية الأولى التى تجرى تحت أضواء الموبايلات..وتم إصلاح المولد والتكييفات المعطلة بغرف العمليات بعد انتشار الصور على مواقع التواصل الاجتماعى أن تعمل فى ظل ظروف صعبة وتقاوم وتنجح فهذا يعتبر إنجازًا يجازى عليه فاعله، لكن هذه القاعدة تم كسرها فى مستشفى الإسماعيلية العام، فقد تم تحويل طاقم طبى قام بإجراء جراحة استئصال رحم على ضوء الكشافات إلى التحقيق ليس لتقصيرهم فى أداء عملهم ولكن بسبب القيام بالعملية؛ فيقول الدكتور نادر محسن اللبيدي، طبيب النساء والتوليد بمستشفى الإسماعيلية العام، إنهم فوجئوا بتحويلهم إلى التحقيق على خلفية إجراء عملية تحت الأضواء الكاشفة التى استخدموها بعد فصل التيار الكهربائى عن غرفة العمليات. وأضاف خلال حواره مع "المصريون" أن من بين التهم الموجهة إليه هو انتماؤه إلى جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن ذلك هو حيلة من مدير المستشفى من تحويل القضية إلى قضية سياسية والتغاضى عن المشكلات الإدارية داخل المستشفى.
وإلى نص الحوار.. * حدثنا عن تفاصيل العملية ولجوئكم لاستخدام الهواتف المحمولة للإضاءة؟ **فى البداية أنا طبيب بقسم النساء والتوليد بمستشفى الإسماعيلية العام وقعت الحدثة يوم الاثنين، فكالعادة الاثنين هو اليوم المخصص للعمليات ذهبت إلى المستشفى الساعة التاسعة صباحًا، ومررت على القسم واطلعت على "اللستة" الخاصة بالعمليات وبعدها تم إجراء العملية للحالة التى تم استخدام الهواتف المحمولة فيها بدأنا عملية بالتخدير وبعد بدء إجراء العملية بحوالى من نص ساعة إلى ساعة إلى ربع تم قطع الكهرباء اعتقدنا فى البداية أنه سيأتى سريعًا كالعادة فهناك مولدات موجودة ولكن تأخر رجوع التيار الكهربائى لفترة كبيرة، وكان هناك أطباء متواجدون عندما تم قطع التيار الكهربائى وكانوا يجهزون عملية لحالة أخرى ولكن عندما قطع النور لم تتم العملية فبدءوا يأتون إلينا وأخرجوا هواتفهم المحمولة وتم إشعال الكشافات الخاصة بهم. *مَن الفريق الطبى الذى قام بإجراء العملية وما العملية؟ **الفريق الطبى كان يتكون من الدكتور عاطف السماك، استشارى النساء والتوليد بالمستشفى، وهو صاحب القرار فى دخول الحالة منذ البداية وأنا إضافة إلى التمريض وطبيب التخدير والعملية عبارة استئصال أورام ليفية بالرحم. *اتهمكم مدير المستشفى بأن الفريق الطبى كان على علم بفصل التيار الكهربائي؟ **هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، وذلك لأنه لا يوجد أحد من الطاقم الطبى يعلم بهذه المسألة لأننا فى حال علمنا بذلك وقمنا بعمل العملية فهذا يسمى شروعًا فى قتل إضافة إلى أنه كيف نعلم بذلك على الرغم من أنه توجد "لستة" مخصصة من أجل دخول المريضة إلى غرفة العمليات فمن أجل دخول المريض غرفة العمليات لابد أن يكون اسمه مدونًا فى هذه "اللستة" والتى هى عبارة عن ورقة يكتب فيها اسم المريضة وتشخيصها والتحضير للعملية لها وتكون هذه اللستة عليها موافقة الطبيب الذى يقوم بالعملية وموافقة رئيس القسم وموافقة رئيس العمليات إضافة إلى موافقة مدير المستشفى ففى النهاية يتم اعتمادها من مدير المستشفى الذى اعتمدها بالفعل فى اليوم السابق ليوم العمليات يوم الأحد وهذا دليل قوى بأنه لو كان هناك قرار بفصل الكهرباء فكان من الطبيعى ألا يوقع عليها مدير المستشفى، إضافة إلى ذلك لم نسمع عن قطع الكهرباء حتى بدء العملية. *هل هناك مولدات كهربائية داخل المستشفى؟ **بالطبع يوجد مولدات كهربائية وتكون بديلاً عند قطع الكهرباء، خاصة أنها تقوم بعملها بعد دقائق قليلة من قطع الكهرباء وهذا شيء اعتدناه خلال الفترة الأخيرة نظرًا للانقطاع المتكرر لانقطاع التيار. *هل تكررت مثل هذه الحوادث قبل ذلك فى المستشفى؟ **بعد هذه الحادثة نمى لعلمى أن المستشفى به مولدان كل مولد موصل بأقسام معينة فى المستشفى ولكن علمت أيضًا أن هناك مولدًا يعمل وآخر به عطل لا يعمل وكان الغريب أن فى قسم النساء والتوليد بالمستشفى والذى به ثلاث غرف عمليات للقسم أن النور عندما يتم قطعه تكون الطرقة بها إضاءة عن طريق هذه المولدات بينما غرف العمليات لا يوجد بها إضاءة. *ما أهم التهم الموجة إليكم؟ **أولاً تم التحقيق معنا فى المستشفى فقط حتى الآن ولكن بدأنا نسمع بتحقيقات ستتم فى الوزارة لكن إلى الآن لم يتم إعلامنا بذلك، وتم التحقيق معنا حول نقطتين هم هل تم إعلامنا بموعد قطع الكهرباء أو معرفتنا بذلك وكانت الإجابة بالنفى والموضوع الثانى هو كيفية التصوير وهذا اعتبرناه نوعًا من السخرية حيث إننا كنا نعمل وليس هناك مجال للتصوير. *كيف تم التصوير داخل غرفة العمليات وكيف تم تسريب هذه الصور إلى الإعلام؟ **بالنسبة لموضوع التصوير عندما تم قطع التيار الكهربائى قمنا بفتح الكشافات الخاصة بهواتفنا المحمولة وكان مع بعض الزملاء موبايلات ماركة سامسونج الجديدة وكان من الصعب أن نعرف إن كانت هى تعمل فقط للإضاءة أم أنها كانت تقوم بالتصوير فنحن كان جل اهتمامنا العملية فقط وبعد انتهاء العملية قمت بمتابعة الحالة حتى العصر وبعدها ذهبت إلى البيت وعلمت أنه تم نشر الصور على المواقع الإخبارية. *لكن كيف تم تسريبها ؟؟ ** تم تداولها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى وأهمها "فيس بوك"، إضافة إلى أنه اتصل بى عضو مجلس النقابة العامة للأطباء وقالوا نحن المسئولون عن نشر الصور، حيث كانوا هم أول من نشروا الصور على موقع النقابة وكان ببيان واستطاعوا أن يرسلوها إلى كل وكالات الأنباء. *هل قدمت المريضة بلاغًا فى المستشفى بسبب انقطاع التيار الكهربائى خلال العملية ؟ **لا أعلم إن كانت المريضة قامت بذلك أم لا ولكن المريضة كانت مستاءة لهذا الوضع وكانت فى حالة صعبة ولكن كانت هناك محاولات كبيرة من الطاقم الطبى من أجل التكثيف النفسى حتى نستطيع أن نهون عليها الوضع، خاصة أنها كانت تعانى من أورام وتم حجزها فى لستة يوم السبت ولكن لظروف ما تم تأجيلها إلى يوم الاثنين وعند انقطاع النور كان لابد من استكمال العملية بأى حال من الأحوال لأنه لو لم تستكمل العملية كان سيؤدى ذلك إلى خطورة كبيرة على حياتها. *تم اتهامكم أنكم منتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين هل هذا صحيح؟ **لا يوجد أى شخص من الطاقم الطبى ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين وهذه تهمة من أجل غض الطرف عن الحقيقة، فهناك عمليات أخرى تمت تحت أضواء الهواتف المحمولة فى أقسام العظام والأنف والأذن والحنجرة فهل هؤلاء الأطباء من جماعة الإخوان المسلمين ؟ لكنه عندما تم انتشار هذه الصورة فى وسائل الإعلام رأت الإدارة أنه لكى تخرج من هذا الموقف بدأت بإلصاق تهمة الإخوان لنا واستغلال ظروف البلد فى الوقت الحالى فهو أراد تحويلها من مشكلة فنية إلى مشكلة سياسية. *هل بعد انتشار قضيتك عبر وسائل الإعلام توجد مضايقات عليك من قبل الإدارة ؟؟ **لا يوجد ضغط من الإدارة ولا يوجد أية مشاكل ونقوم بعملنا كالعادة وكنت أتمنى أن توظف هذه الحادثة فى الطريق الإيجابى وهو أن الطبيب لا يترك مريضه فى أحلك الظروف ولكن للأسف الإدارة اختارت الطريق الأصعب وحولت الموضوع إلى موضوع سياسى *هل كانت هناك شكاوى تقدم من الأطباء للإدارة بخصوص قطع التيار الكهربائى ؟ **بالطبع كانت توجد عدة شكاوى من الأطباء الذين يقومون بإبلاغ رؤساء أقسامهم والذين يقومون بدورهم بتبليغ مدير المستشفى، والملاحظ بشدة أنه بعد ساعات قليلة جدًا من إثارة الموضوع تم إصلاح المولد الكهربائى وتم إصلاح كل التكييفات الموجودة داخل غرف العمليات التى كانت معطلة من قبل.