"جبنا آخرنا" هكذا عبر النشطاء السياسيون أحرار ومعتقلون، عن حالهم الذي وصلوا إليه في ظل نظام 3 يوليو، فاختار الأولون التعبير عن اعتراضهم بالتظاهر، والآخرون لم يجدوا إلا "أمعائهم" سلاحا للمعارضة فبدؤوا إضرابا عن الطعام لرفض الظلم الواقع عليهم هم وكافة المعتقلين السياسيين. فدخل مساء أمس الخميس، ما يقرب من 40 ناشطًا سياسيًّا من ذوي التوجهات الليبرالية واليسارية والمستقلين، في إضراب عن الطعام داخل مقر حزب "العيش والحرية" تحت التأسيس بالإسكندرية؛ تضامناً منهم مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام. وتتوالى الإضرابات للتضامن مع النشطاء وعلاء عبد الفتاح، نجل الحقوقي سيف الدين عبد الفتاح الذي وافته المنية عصر الأربعاء الماضي وتم دفنه أمس الخميس بحضور نجلاه علاء وسناء سيف الإسلام بعد أن سمحت لهم الشرطة بحضور جنازة والدهما. وشمل الإضراب كل من أحمد ماهر، ومحمد عادل، أحمد دومة، وامتدت إلى باقى سجون مصر بعد الإجراءات التي وصفوها بالتعسفية التي تقوم بها إدارة السجون ضد المتهمين على خلفيات سياسية، فبعد الإضراب عن الطعام الذى قام به المساجين فى سجن أبو زعبل، ثم العقرب، امتد هذا الإضراب ليصل إلى سجن استقبال طرة والقناطر للسيدات. وأعلن محمد يوسف عضو المكتب السياسي لحركه شباب 6 ابريل الجبهة الديمقراطية المسجون على خلفيه تظاهرات الاتحادية الرافضة لقانون التظاهر إضرابه الجزئي عن الطعام لينضم للعديد من المعتقلين الآخرين المضربين عن الطعام. وجاءت نص الرسالة أعلن انا محمد يوسف "ميزا" الدخول فى إضراب تام عن الطعام إبتداءا من يوم الجمعة 29- 8 - 2014 و البداية من اليوم الأربعاء 27 - 8 - 2014 في إضراب جزئى ليتحول إلى إضراب تام يوم الجمعة و ذلك لحين تحقيق المطالب الأتية : 1- الإفراج عن الحالات الإنسانية من المعتقلين و على رأسهم " علاء سيف - سناء سيف - بسام محمد " 2- الإفراج الكامل عن كافة المعتقلين السياسيين و كافة معتقلين الرأي و أعلن عدم فك هذا الإضراب حتى تتحقق هذه المطالب واختتم رسالته: " لعلنا نستطيع بأجسادنا النحيلة أن نرسم طريق النجاة لهذا الوطن، و أن توجه ثمه ضربه لدولة الظلم ...... لسنا مهزومين مادمنا نقاوم ". وقال محمد رمضان المحامي الحقوقي وعضو جبهة الدفاع عن المعتقلين السياسيين إن فكرة الإضراب مستمدة من المعتقلين الذين دخلوا في إضراب عن الطعام؛ رفضاً للظلم الواقع عليهم من تطبيق قانون التظاهر. وأشار إلى أن الإضراب هو أولى فعاليات حملة "جبنا آخرنا" مستخدمين سلاح الأمعاء الخاوية، على أن يتم التنسيق على الخطوات التصعيدية التي سيتخذها أعضاء الحملة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم التي تتلخص في إلغاء قانون التظاهر، والذي سيتبعه بالضرورة الإفراج عن المعتقلين المحتجزين بناءً عليه، وحث بقية المعتقلين السياسيين على اتخاذ نفس الخطوة من الإضراب كوسيلة ضغط لإلغائه. وأوضح أن من بين الخطوات التصعيدية التي يبحثها أعضاء الحملة معاودة الإضراب عن الطعام لمدة أطول، أو الإضراب عن الطعام والشراب. جديرا بالذكر أن المعتقلين يضربون عن الطعام ولكن النظام لا يهتم بذلك فمحمد صلاح، نجل الداعية اقترب إضرابه عن الطعام من 200 يوما ومازالت السلطات المصرية ترفض الإفراج عنه حتي الآن.