أكد الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، أن هيئة المساحة الجيولوجية يمكن أن تلعب في إفريقيا دور الدبلوماسية الرسمية التي تعتمد على التكامل، وهي ثاني هيئة من نوعها على مستوى العالم أسست عام 1896 بعد المساحة الجيولوجية البريطانية وتسبق المساحة الجيولوجية الأمريكية والكندية والألمانية والفرنسية، وأضاف: لن نمل الحديث والكتابة من أجل استعادته من "براثن المغتصبين"، معتبرا الهيئة بمثابة خط الدفاع الأول عن العمق الإفريقي، وتعد مصدر الثروة المعدنية في مصر ولمصر، وأساس التنمية في المناطق الصحراوية وبالذات سيناء، وجسر التواصل الدولي عبر القارات إذ أن جيولوجية مصر هي جزء من جيولوجية إفريقيا. ويرى أنه منذ أن تحولت المساحة الجيولوجية إلى هيئة الثروة المعدنية تقلصت جميع إمكانياتها وتحولت إلى حديقة خلفية لإرضاء رجال البترول، تبوءوا رئاستها ورئاسة الشركات التعدينية التابعة لها، وتوقف التعاون الفني بين هيئة الثروة المعدنية والمساحات الجيولوجية الأخرى، لعدم وجود هيئة جيولوجية مصرية مناظرة. وأشار إلى أنه حتى اتفاقية شركة السكري لبحث واستخراج الذهب وقعتها هيئة المساحة الجيولوجية مع الشركة. ولم تنجز هيئة الثروة المعدنية منذ نشأتها سوى المشاكل وتعطيل مصالح المستثمرين وكل يوم تنهال الشكاوى من سوء إدارتها. وأضاف: التحقيقات مازالت جارية في نيابة الأموال العامة والنيابة الإدارية بخلاف دعاوى قدمها البعض للنائب العام، و"للأسف ولا من مجيب، وكل شيء كما هو وكأنه مكتوب علينا تعطيل المصالح قبل 25 يناير وبعده". وقال إنه لا توجد دولة متقدمة ولا متأخرة إلا وبها هيئة جيولوجية منوط بها المسح والبحث والنقيب عن المعادن والخامات وتأسيس الشركات التعدينية، والمساهمة المعرفية في فهم المخاطر الطبيعية الناشئة من السونامى والزلازل. وتابع: كان لهيئة المساحة الجيولوجية المصرية دور كبير في التعاون العلمي مع المساحات الجيولوجية على مستوى العالم، وقدمت مساحات الدول الغربية منحا علمية لدراسة الماجستير والدكتوراه لجيولوجى المساحة الجيولوجية المصرية. كما تشاركت المساحة الجيولوجية البريطانية مع المصرية في مشروع المسح الجيولوجي للتخريط الإقليمي الذي بدأ عام 1984 وانتهى عام 1996، وقبله كانت مشاريع عدة مع ألمانيا وأمريكا والاتحاد السوفيتي السابق. وأيضا مشروع التخطيط الإقليمي بجنوبأسوان بين المساحة الجيولوجية المصرية والأمم المتحدة في السبعينيات، ومشروع التكامل بين جنوب مصر وشمال السودان ممثلا بهيئتي المساحة الجيولوجية المصرية والسودانية مدعوما من البرنامج الإنمائي بالأمم المتحدة.