ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الاقتراحات المصرية بشأن التهدئة في غزة كشفت بوضوح أن القاهرة تقف في صف إسرائيل. وتحت عنوان "الاقتراح المصري الإسرائيلي, وحبة الدواء المر لحماس"، اعتبر مراسل الصحيفة للشئون العربية عاموس هرئيل أن الوثيقة المصرية التي نشرت الجمعة أزالت الشكوك فيما يتعلق بمسألة أين تقف مصر في المواجهة بين إسرائيل وحماس. وأوضح هرئيل أن الوثيقة محاولة طموحة لإعادة ترتيب علاقات إسرائيل بغزة، ويراد بها إضعاف حماس. وتوقع هرئيل أن يسعى المصريون لزيادة الضغط على حماس لدفع قياداتها للتوقيع على اتفاق قبيل انتهاء مهلة وقف إطلاق النار غدا. وكان عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس أكد إصرار الوفد الفلسطيني المشارك في مفاوضات القاهرة غير المباشرة مع الإسرائيليين، على وقف العدوان وإنهاء الحصار في أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مشددا على التمسك بسلاح المقاومة. وتأتي تصريحات الرشق قبيل استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الإسرائيلي في القاهرة الاثنين، في وقت قدمت فيه تل أبيب اشتراطات أمنية للمضي قدما في المفاوضات، بينما هددت حركة حماس بحرب استنزاف إذا لم توافق إسرائيل على مطالبها. وقال الرشق في تصريح على صفحته الشخصية في موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" الأحد :"إنَّنا "سنعزّز انتصارنا العسكري بانتصار سياسي"، مؤكدا أنَّ "سلاح المقاومة ليس للمساومة". وفي المقابل, أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات القاهرة مرتبط بما وصفه ب"رد واضح" على احتياجات إسرائيل الأمنية، وأضاف أن "الوفد الإسرائيلي في القاهرة يعمل وفق تعليمات واضحة بالإصرار بحزم على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل". وكانت مصر أقنعت الجانبين الأربعاء بالموافقة على وقف جديد لإطلاق النار لخمسة أيام بعد هدنة استمرت ثلاثة أيام لإتاحة الوقت لإجراء مفاوضات بشأن تهدئة دائمة، واقترحت القاهرة تقليص المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل تدريجيا، ووضعها تحت مراقبة قوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية. أما بشأن رفع الحصار، فلم تتضمن الورقة المصرية نصا واضحا عليه, لكنها اكتفت بالإشارة إلى فتح نقاط عبور مغلقة بموجب اتفاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.