نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالا للمحلل يحزكيل درور في 17 أغسطس أكد فيه أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فشلت في فهم قدرات حركة حماس القتالية. وامتدح المحلل الإسرائيلي بشدة تفكير حماس العسكري, ووصفه ب"المبدع", في مواجهة التفكير العسكري التقليدي لإسرائيل. وأضاف أن إسرائيل وقعت في خطأ كبير عندما اعتقدت أنه بإمكانها خلال الحرب الأخيرة جعل غزة منزوع السلاح, مؤكدا أن هذا الأمر لن يتحقق إلا في حالة واحدة, وهي إعادة احتلال القطاع. يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة استهدف تدمير الجزء الأكبر من البنية التحتية وأحياء كاملة، إلى جانب نحو ألفي شهيد وعشرة آلاف جريح. وأبدى الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي تشددا في المواقف قبل ساعات من استئناف المفاوضات غير المباشرة في القاهرة اليوم الأحد، حيث قدمت تل أبيب اشتراطات أمنية، فيما أكد الوفد الفلسطيني تمسكه بمطالبه الأساسية، وأبرزها رفع الحصار عن قطاع غزة. ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التوصل إلى اتفاق في مفاوضات القاهرة مرتبط بما وصفه "ردا واضحا" على احتياجات إسرائيل الأمنية، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن احتمالات التوصل إلى تسوية استنادا إلى المبادرة المصرية بعيدة. وتستأنف في القاهرة اليوم الأحد المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى هدنة طويلة في قطاع غزة بدلا من وقف إطلاق النار الذي ينتهي منتصف ليل الاثنين الثلاثاء. وكانت مصر أقنعت الجانبين الأربعاء بالموافقة على وقف جديد لإطلاق النار لخمسة أيام بعد هدنة استمرت ثلاثة أيام لإتاحة الوقت لإجراء مفاوضات بشأن تهدئة دائمة. وقال نتنياهو في تصريحات في بدء الاجتماع الأسبوعي لحكومته إن إسرائيل لن تتوصل لأي اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة حماس في المفاوضات غير المباشرة الجارية في القاهرة بدون "رد واضح" على احتياجات إسرائيل الأمنية. وأضاف "الوفد الإسرائيلي في القاهرة يعمل وفق تعليمات واضحة بالإصرار بحزم على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل"، وتابع "سنوافق على التوصل إلى تفاهم فقط في حال وجود رد واضح على احتياجات إسرائيل الأمنية". وأكد نتنياهو أن حركة حماس التي اعتبر أنها منيت بخسارة عسكرية كبيرة لن تخرج من مفاوضات القاهرة بأي نجاح سياسي، مضيفا "إذا اعتقدت حماس أنها ستغطي على خسارتها العسكرية بإنجازات سياسية فهي مخطئة". وتابع "إذا اعتقدت حماس أيضا أنها من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ ستدفعنا إلى تقديم التنازلات فهي مخطئة". وفي غزة، أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري تمسك الوفد الفلسطيني" بتحقيق المطالب الفلسطينية ولا تراجع عنها، وهذه المطالب حقوق إنسانية وليست بحاجة إلى كل هذه المعركة والمفاوضات". وقال إن الوفد الفلسطيني من غزة غادر القطاع، وسيصل مساء اليوم الأحد إلى القاهرة. وقال أبو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية :"الكرة الآن في ملعب الاحتلال الإسرائيلي". ومن جانبه, قال عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية لحماس أسامة حمدان على صفحته على موقع فيسبوك الإلكتروني أمس السبت :"إن على إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة". ونقلت وكالة أسوشيتد برس للأنباء عن مفاوض فلسطيني -تحدث إليها بشرط عدم ذكر اسمه- القول إن إحدى النقاط العالقة في المفاوضات تتمثل في إصرار حماس على أن تتعهد إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة قبل انتهاء المباحثات بين الجانبين. وتقترح القاهرة تقليص المنطقة العازلة على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل تدريجيا ووضعها تحت مراقبة قوات الأمن التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، أما بشأن رفع الحصار فلم تكن الوثيقة المصرية واضحة، واكتفت بالإشارة إلى فتح نقاط عبور مغلقة بموجب اتفاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.