فى المحاضرة الثانية عن اللغة العربية فى معهد تدريب الحمير التى يلقيها المُعلّم خبير اللغة العربية الكاره لها الحاقد عليها ،وهو بصدد إقناع الدارسين بإحلال العامية محل الفصحى جاء وفى جعبته أمثلة كمساعدات تدريب تعينه على الإقناع. أتى بقصيدة منشورة على الإنترنت كُتبت بالحروف العربية ثم قال للدارسين : إسمعوا بقى القصيدة دى وركّزوا كويس عشان تفهموها . يقول فيها الشاعر: تدفق في البطحاء بعد تبهطل *** وقعقع في البيداء غير مزركل وسار بأركان العقيش مقرنصا*** وهام بكل القارطات بشنكل يقول وما بال البحاط مقرطما*** ويسعى دواما بين هك وهنكل إذا أقبل البعراط طاح بهمة *** وإن أقرط المحطوش ناء بكلكل يكاد على فرط الحطيف يبقبق *** ويضرب ما بين الهماط وكندل فيا أيها البغقوش لست بقاعد *** ولا أنت في كل البحيص بطنبل .............................. ثم سأل المُعلّمُ : ههِ... فهمتوا حاجة ؟ الدارسون : أيه دِه ياسيدنا ؟ إنت بتقول أيه؟ المُعلّم: مانتوا أصلكم حمير..مع سهولة معاني القصيدة إلا أنني خشيت أن بعض متوسطي الفهم قد يجهلون بعض معاني الكلمات ، لذا نقلت لكم شرح هذه الكلمات لتعم الفائدة ، وإليكم بيان ذلك : تبهطل : أي تكرنف في المشاحط . المزركل : هو كل بعبيط أصابته فطاطة . العقيش : هو البقس المزركب . مقرنطا : أي كثير التمقمق ليلا . البحطاط : أي الفكاش المكتئب . مقرطما : أي مزنفلا. هك : الهك هو البقيص الصغير . البعراط : هو واحد البعاريط وهو العكوش المضيئة . أقرط : أي قرطف يده من شدة البرد . المحطوش : هو المتقارش بغير مهباج . يبقبق : أي يهرتج بشدة . الهماط : هي عكوط تظهر ليلا وتختفي نهارا . الكندل : هو العنجف المتمارط . البغقوش :هو المعطاط المكتنف . البحيص : هو واد بشمال المريخ . الطنبل : هو البعاق المتفرطش ساعة الغروب" انتهى المُعلّم : فهمتوا ؟ الشيخ منصر : داحنا مافهمناش حاجة .. المُعلّم :هيّه دى لغتكم اللى بيقول عليها فاروق شوشة لغتنا الجميلة..فين بقى الجمال دِه؟ الدارسون : عندك حق يا سيدنا ..لاجمال ولا نيلة ... دِه مش كلام بنى آدمين .. دِه كلام عفاريتى **** أخفى المُعلّم عن الدارسين حقيقة علمية ذكرها أحد الشعراء الباحثين عند عرضه لهذه المسمّاة قصيدة منشورة على الإنترنت قال فيها: قرأت هذه التي أسميها مجازا أبياتا ، كما أني قرأت شرحها المبين ولم يكن حتى أدركت يقينا أن معظم ما ضمت كلمات ليست عربية البتة، وأنها إن حوت بعض كلمات صحيحة - وما أقلها- من غريب اللغة ، فإنما كان هذا اتفاقا ومصادفة محضة ، ولا معنى لها في موضعها الذي وضعها فيه، وعلمت أن كاتبها حين عجز أن ينظم شيئا صحيحا ، عمد إلى أحرف الهجاء ، وطفق يلفق منها كلمات ، ثم تمخض فولد هذه الجمل المتدابرة المتنافرة ، تراها وقد ضمها السطر فتحسب بعضها يلعن بعضا، من قبح ما يرى كل من وجه صاحبه. وهذه الأبيات انتشرت في المنتديات وملأت السهل والجبل. انتهى. قال المعلّم : طب خدوا دى : سألت امرأة من بني كندة عنترة بن شداد أن يقيم معها في ديار قومها ,واعدة إياه بتزويجه من يريد من بناتها, فقال: لو كان قلبي معي,مااخترت غيركم ..ولا رضيت سواكم في الهوى بدلا لكنه راغب فيمن يعذبه.. وليس يقبل لا لوما ولا عذلا الدراسون : برضه دِه كلام مجعلص عفاريتى.. استطرد المُعلّم : أيه رأيكوا بقى تسمعوا كلام فى الحب بالعامية الحلوة بتاعتنا ؟ الدارسون : هيههه يا معلمنا ..هوه فيه أحسن م الحُب وسيرة الحُب؟ زى ما كانت بتقول الست ؟ وهنا أخرج المعلم من حقيبته كاسيت ووضع فيه شريطا وأداره..فصدح عزيز عثمان وهو ماسكا العود ، بينما تحية كاريوكا ترقص وعبد الفتاح القصرى يعزف على القانون مع التخت : تحت الشباك........ اشخلع ياوله ورميت لى شِباك.. بعيونك ياوله آه ياوله آه ياوله.. آه ياوله آه ياوله *** وهنا وقف الدارسون فى حالة هياج ونشوة وصرخوا : ياسلام ياسلام ياسلام ...إيه الكلام الحيلو دِه يعنى تغنّوا الكلام ده وتترقّصوا ؟ : المُعلّم الشيخ منصر : إِيوه يا سيدنا ..أحسن من المغنى والرقص مفيش.. ثم التف الدارسون حوله وهو يغنى وهم يرقصون ويرددون وراءه : تحت الشباك........ اشخلع ياوله ورميت لى شِباك.. بعيونك ياوله آه ياوله آه ياوله.. آه ياوله آه ياوله **** نظر إليهم المُعلم نظرة ساخرة وهو سعيد بنجاح خطه وقال فى نفسه : إنتوا صحيح أوباش....ناس نَتنة...ريحتكم وحشة .!! **** خاتمة: آه ياوله آه ياوله.. آه ياوله آه ياوله ****