على الرغم من تأكيداتهم السابقة على أن التحالف لن ينصهر لأي وضع كان أو لصالح أي كيان أو مبادرة، في تعليق لهم على "بيان القاهرة" وغيره من المبادرات التي اقترحت تشكيل كيان ثوري لتوحيد الصف، حسبما أكد مجدي قرقر، القيادي بالتحالف، مرارا وتكرارا، أن الانصهار غير متاح وأقصى ما يمكن فعله هو تمثيل التحالف في تلك الكيانات مع حفاظه على وجوده، إلا أن ذلك لا يحدث على أرض الواقع الآن، وما لا نستطيع أن نرجع فيه مرة أخرى إلى "قرقر" للتعليق على تطورات الأحداث، فالأخير انصهر من التحالف لا إراديًا في أحد المعتقلات مع باقي قيادات التحالف التي تصدرت الواجهة الإعلامية للتحالف في الفترة الماضية في اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، والتحريض على العنف، ليلي ذلك مرحلة خفوت إعلامي للتحالف، إذ أن هواتف باقي القيادات لا تجيب دائمًا على اتصالات الصحفيين، وبعدها إعلان عن مقاطعة إعلامية تجنبًا للقبضة الأمنية، لتمثل تلك الإرهاصات بداية لما هو أكبر، فلقد ثقل على التحالف الاستمرار والحفاظ على تماسكهم على مدار العام الماضي ليدخل في مرحلة تفتت تدريجي لصالح كيان جديد. "التحالف لن يكون له وجود، ففي غضون شهور قليلة سيختفي كليًا ليظهر كيان جديد يوحد كل الفصائل التي بادرت لحل الأزمة بين الجماعة والدولة"، كشف عمرو عمارة، منسق تحالف شباب الإخوان المنشقين، مؤكدًا ل"المصريون" أن اجتماعهم مع حزب الوسط، والذي حضره عدد من قيادات التحالف، رفض الكشف عنهم حاليًا، تناول عرض رؤية التحالف ورؤيتهم واتفقوا جميعًا على مبادئ واحدة، أهمها التنازل عن عودة مرسي، وجمع كل المبادرات التي عرضت في المرحلة الماضية، سواء مبادرة الدكتور حسن نافعة أو بيان القاهرة أو مبادرة بروكسل أو مبادرة الكاتب الصحفي جمال سلطان وتوحيدهم في مبادرة واحدة، من قبل لجنة تضم ممثلين عن التحالف وشخصيات عامة والمجلس القومي لحقوق الإنسان للحديث عن حقوق الشهداء والمصابين. وأشار "عمارة" إلى أن الأيام القادمة ستشهد تواصلاً مع كل من أطلق مبادرة في الفترة الماضية، لمشاركته في تلك الجهود، كما سيتم التواصل مع الدولة عبر شخصيات محسوبة على التيار المدني ذات صلة قوية بالحكومة. ومثلت مبادرة تحالف شباب الإخوان المنشقين والدكتور حسن نافعة، بداية ظهور الانشقاقات والصدع داخل التحالف، إذ بفضلها لأول مرة يخرج كل حزب في التحالف بموقف من حدث أو مبادرة ما، دون الرجوع إلى باقي الأحزاب حيث أصدرت الجبهة السلفية بيانًا أمس الأول ترفض فيه المشاركة في المبادرة وتصف مطلقيها بالأطراف غير المحايدة، وهو الموقف ذاته الذي اتخذته الجماعة الإسلامية، وفي اليوم التالي يجتمع قيادات من أحزاب الوسط والوطن مع مطلقي المبادرة ويبدون موافقة مبدئية وترحيبًا بها، بل ويهاجمون موقف الجبهة والجماعة الإسلامية ويصفونه ب"المتسرع"، طبقًا لما أكده عمارة.