قال رئيس سلطة المياه الفلسطينية، شداد العتيلي، إن غزة تعانى من شح في المياه الصالحة للشرب واصفا الوضع في القطاع بأنه كارثي، بسبب الحرب الإسرائيلية، وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي، عشرات من خطوط المياه الرئيسية، في مدن غزة. وأضاف العتيلي في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء،" 70 % من إمدادات المياه الصالحة للشرب التي كان يتم ضخها قبل الاعتداء على القطاع توقفت بالكامل، واليوم يعيش السكان في القطاع والبالغ عددهم 1.8 مليون نسمه على 30 % فقط من الإمدادات التي لا تكفى احتياجاتهم الأساسية ".
وقال إن المياه فى عدد من الآبار المنتشرة بالقطاع، والتى يعتمد عليها السكان فى توفير احتياجات الشرب، اختلطت مع المياه العادمة (الصرف الصحي)، فيما تأثر عمل محطة تحلية مياه غزة بنسبة 50 %، بسبب تعرض الخطوط الرئيسية الممتدة بينها وبين البحر إلى القصف المباشر.
ويعد قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يعيش فيه أكثر من 1.8 مليون نسمة، في مساحة لا تتجاوز 360 كم.
وكانت سلطة المياه قد قالت في بيان، حصلت الأناضول على نسخة منه، اليوم الثلاثاء، إن إعلان الجانب الإسرائيلي إقامة شريط أمني شمال وشرق غزة بعمق 3 كيلومترات، وبما يمثل 36% من مساحة القطاع، تضم ما يقارب من نصف مصادر المياه من الآبار تهدد تشغيلها، وتشكل كارثة إضافية في قطاع غزة.
وناشدت سلطة المياه المجتمع الدولي التدخل للتمكن من إدخال الكلور (المادة المعقمة التي تضاف إلى المياه)، من أجل تعقيم المياه، خاصة للآبار التي لا تمر مياهها عبر محطات المعالجة، وكذلك إدخال الوقود في ظل انقطاع الكهرباء.
وقال البيان،: "يجب الضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال المساعدات الإنسانية، بما فيها عبوات المياه، وتمكين صهاريج المياه من التنقل في القطاع، وإدخال المولدات وقطع الغيار لها لمحطات التنقية، ومستلزمات محطات التحلية، ومضخات المياه العادمة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، انسحاب قواته البرية إلى "خطوط دفاعية" خارج قطاع غزة، وذلك بعد دخول تهدئة تم الاتفاق عليها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية حيز التنفيذ (الساعة 05.00 تغ) لمدة 72 ساعة.
وقدّر وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة التوافق الوطني الفلسطينية مفيد الحساينة، فى تصريحات للأناضول أمس الاثنين، خسائر الاقتصاد الفلسطيني بأكثر من 4 مليار دولار أمريكي، شاملة الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة.
ودمرت إسرائيل بحسب الحساينة نحو 25 % من البنية التحتية في قطاع غزة، فيما قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية إن 85 % من خطوط الاتصالات السلكية واللاسلكية، وخطوط الانترنت، تعرضت للقصف المباشر، فيما قصفت المحطة الوحيدة في غزة لتوليد الكهرباء.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، بدعوى وقف إطلاق الصواريخ من غزة على بلدات ومدن إسرائيلية، حتى صباح اليوم الثلاثاء، عن مقتل 1867 فلسطينياً وإصابة 9470 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وأشارت إحصائية رسمية، صادرة اليوم الثلاثاء عن وزارة الأشغال العامة في غزة، إلى أن حصيلة المنازل التي دمرها جيش الاحتلال في قطاع غزة في عدوانه المستمر لليوم 29 على التوالي، بلغ 757 منزلاً بشكل كامل، وأكثر من 4000 منزل بشكل جزئي.