بوليفيا تدرج إسرائيل على قائمة الدول الإرهابية احتجاجاً على عدوان غزة. رئيس بوليفيا إيفو موراليس يقول إن إسرائيل لا تحترم مبادئ احترام الحياة والحقوق الأساسية التي ترعى التعايش المشترك السلمي والمتآلف لأسرتنا الدولية. موراليس يعلق اتفاقية خاصة بالتأشيرات وُقعت مع إسرائيل عام 1973 وأقر فرض التأشيرة على الإسرائيليين الراغبين في زيارة بلاده. موراليس دعا لمحاكمة قادة إسرائيل بسبب جرائمها ضد الإنسانية في حق الفلسطينيين. بوليفيا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في 2009 بعد عدوانها على غزة. من الذي يدين إدانة حقيقية؟ إنها بوليفيا ورئيسها. من الذي يتجاوز إدانة الكلام رغم أهميتها ومصداقيتها وجديتها إلى إجراءات عملية؟ إنها بوليفيا ورئيسها. أين تقع بوليفيا تلك ؟. في مكان قصي في أمريكا الجنوبية يبعد ألوف الأميال عن غزة ومع ذلك تتضامن معها في محنتها بقوة وشجاعة وبإجراءات حقيقية جدية. بوليفيا دولة لا رابط دينياً أو عربياً أو قومياً أو إثنياً أو أمنياً بينها وبين غزة إلا رابط الإنسانية وقيم رفض الظلم والعدوان والمجازر وسفك الدماء والاحتلال وانتهاك الكرامة ورفض ازدواجية المعايير الغربية والدولية في مساندة الصهيوني النازي وترك غزة وشعبها الأعزل فريسة بين أنياب المجرم. من هي بوليفيا ؟. من اسمها كان لا بد أن تتخذ هذا الموقف التاريخي فهي سُميت بذلك نسبةً إلى الجنرال سيمون بوليفار المناضل الكولومبي والثائر الذي حرر العديد من دول أمريكا الجنوبية من الاستعمار الإسباني. والمفارقة أن مصر قديما كانت تقدر وتعرف قيمة هذا الرجل حيث يوجد ميدان باسمه يتوسطه تمثال له يقع في حي جاردن سيتي وهو مجاور لميدان التحرير وقريب من مسجد عمر مكرم الشهير، هي مصر الكرامة الوطنية، ونجدة المظلوم والملهوف والدفاع عن حق الشعوب في التحرر وفي مقاومة المحتل ؟! سؤالي: هل أنا حالم، أم واهم ؟ هل حقا بوليفيا هي من تفعل كل ذلك، أم هي مصر، أم السعودية، أم الجزائر، أم المغرب، أم الأردن، أم بقية بلدان العرب والمسلمين كثيرة العدد كثيرة وكثيفة السكان؟ أنا لست حالماً ولا واهما، إنها بوليفيا وليس أي دولة عربية أو إسلامية للأسف الشديد جدا. إيفو موراليس رئيس بوليفيا، هل يمكن لي التصويت لك في الانتخابات القادمة؟. إذا كان القانون يمنعني من ذلك باعتباري لست مواطنا من بوليفيا فإنني أصوت لشهامته ورجولته ونخوته وفزعه لنصرة المظلوم وعقاب الظالم. لم يُدخل موراليس نفسه في حسابات الخوف التي تعتري قادة آخرين عندما اتخذ قراره الجريء، لا خوف من أمريكا ولا من توابعها رغم أنه قريب منها وأياديها تعبث في بلدان أمريكا اللاتينية ضد الأنظمة التي تسعى للاستقلالية ونبذ التبعية عنها، ومنها بوليفيا. النصر صبر ساعة، والرجولة مجرد توقيع قرار، وموراليس وقع القرار بكل رجولة. هناك نوع من الحكام يهزمون أنفسهم بأنفسهم، وهناك حكام يهزمون فكرة الهزيمة نفسها، ومنهم موراليس وزميله في النضال والمسار السياسي رئيس فنزويلا الراحل تشافيز الذي يعتبر أحد القادة التاريخيين في تلك المرحلة الذين بعثوا روحا تحررية واستقلالية جديدة في أمريكا الوسطى والجنوبية وفشلت كل خطط أمريكا في كسره. وفي منطقتنا العاجزة المنسحقة المسحوقة المهزومة نفسيا انظروا إلى إيران مثلا ورغم انتقادي لسياساتها وأطماعها إلا أنها من أجبرت أمريكا وأوروبا على التفاوض معها بشأن برنامجها النووي. لماذا لم يخف المرشد الأعلى أو الرئيس هناك في طهران، ولماذا يخافون في العواصم الممتدة من الماء إلى الماء من إنقاذ غزة أو اتخاذ موقف مماثل أو قريب من مواقف بوليفياالبرازيل والإكوادور وتشيلي وبيرو والسلفادور، إلا استثناءات محدودة. تحية إلى بوليفيا وإلى جاراتها في أمريكا اللاتينية التي تثبت أن انتخاب الحاكم من شعبه في ظل ديمقراطية حقيقية يحرره من الخوف المرضي على كرسيه الذي سيزول عنه يوما. مازال هناك حكام بشر يتألمون لسقوط أكثر من 1400 شهيد و8000 جريح حتى الآن، ومازال هناك حكام لا يعبأون ولو سقط ألوف آخرون. ماتت النخوة في بلاد النخوة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.