وَّت سلسلة من الانفجارات القويَّة المتتالية ظهر الثلاثاء في مجمع مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي في "باب العزيزية"، بالعاصمة طرابلس. وركز حلف الناتو في قصفه لعدد من المواقع ظهر الثلاثاء على مقر إقامة القذافي "باب العزيزية" إحدى ضواحي العاصمة، حيث شوهدت سحابة كثيفة من الدخان تتصاعد من هذا المجمع عقب الضربات الصاروخيَّة التي وجهتها طائرات التحالف إليه، والتي تجاوزت العشرة ضربات. كما غطت سحب الدخان معظم سماء الضواحي القريبة من المواقع المستهدفة، ما يشير إلى قوة وضخامة هذه الانفجارات والتي تواصلت مع سلسلة منها ليل مساء وفجر الثلاثاء والتي استهدفت منطقتي تاجوراء وعين زاره بطرابلس. وعلى أثر دوى هذه الانفجارات شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى عين المكان. وتواصل طائرات حلف الناتو حتى هذه اللحظة تحليقها المستمر في سماء طرابلس للقيام بمزيد من القصف على ما يبدو. وكان التحالف الدولي، بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، وبمشاركة دول عربية، بدأ بقصف مواقع في ليبيا، في 19 مارس الماضي بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي قضى بفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين الدولي لحماية المدنيين المعارضين لنظام الزعيم الليبي، والذين يطالبون منذ 17 فبراير الماضي بتنحيه عن الحكم. من ناحية أخرى قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مقابلة مع وكالة فرانس برس: إن القذافي "لم يعد بإمكانه حكم ليبيا" و"رحيله بات ضرورة". وأوضح ولد عبد العزيز "مهما حصل سيكون هناك حل تفاوضي مع الوقت، في مجمل الأحوال لم يعد بإمكان القذافي حكم ليبيا، ورحيله بات ضرورة". لكن الرئيس الموريتاني شكَّك في فاعلية الضربات التي يشنها الحلف الأطلسي في ليبيا، وخصوصًا على العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى "أن ضربات الحلف الأطلسي ربما سمحت بخفض كثافة العمليات التي قامت بها القوات الحكوميَّة حينها، لكن في مجمل الأحوال لا يبدو أن ذلك يحلُّ المشكلة، ولا يمكن أن يحلها". كما أوضح أن الدولة والشعب الليبي هما اللذان يعانيان، لذلك لا بد من دفع (القذافي) على الرحيل بدون التسبب بمزيد من الأضرار، في كل الأحوال إن المستقبل سيكون ملكًا للشعب".