العنوان السابق هو شعار المرحلة الماضية منذ نجاح الثورة وسقوط النظام وحتي الآن.. العنوان السابق هو حال مصر حاليا.. فوضي عارمة تعم كافة أرجاء البلاد.. الانفلات يسود القاهرة والمحافظات.. الخوف والرعب والقلق يسيطر علي الجميع.. الاقتصاد ينهار.. البطالة تتزايد الإنتاج يتراجع.. الثورة مهددة بالضياع.. البلاد مهددة بالانهيار. عمليات السرقة والنهب والبلطجة لم تتوقف.. اقتحام أقسام الشرطة وتهريب المساجين تتكرر عدة مرات في اليوم الواحد.. قطع الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية أصبحت ظاهرة تتكرر يوميا.. اعتصامات ومظاهرات فئوية لا تهدف إلا لتحقيق مكاسب غير مشروعة. الشوارع والميادين العامة تحولت إلي أماكن للباعة الجائلين ومرتع للخارجين علي القانون.. السير عكس الاتجاه أصبح سمة الشوارع الرئيسية والطرق السريعة.. عدم الالتزام بآداب وقواعد المرور أمر أصبح هو المعتاد.. انتشار ظاهرة البلطجية وترويع الآمنين في وسائل المواصلات العامة أمر يتكرر باستمرار. الفوضي العارمة وصلت إلي ساحات المحاكم فشاهدنا من قبل محاولات اعتداءات متكررة علي منصة القضاة ناهيك عن المعارك.. والشتائم المتبادلة بين أسر المتهمين والشهداء.. الفوضي العارمة شاهدناها في أولي جلسات الحوار الوطني.. مشاجرات ومشاحنات وقعت بين الحاضرين.. اتهامات متبادلة بين الحاضرين أيضا. الخطورة أن الفوضي العارمة وصلت إلي وسائل الإعلام التي من المفترض أن يكون دورها مكافحة كافة أنواع الفوضي.. الصحف والتليفزيون والمواقع الالكترونية تتسابق لبث ونشر أخبار كاذبة ومعلومات مغلوطة وشائعات مغرضة.. يكاد لا يمر يوم واحد إلا نسمع ونقرأ ونشاهد أخبارا مغلوطة وسرعان ما يتم تكذيبها سواء من المجلس الأعلي للقوات المسلحة والنيابة العامة أو جهاز الكسب غير المشروع.. صحيفة قومية كبري تورطت أكثر من مرة في أخبار خاطئة تتعلق بسفر الرئيس السابق للعلاج بمستشفي تبوك بالمملكة العربية السعودية!! وصحيفة حزبية أكدت في الأيام الماضية هروب الرئيس السابق إلي الخارج علي متن طائرة حربية!! يمكن القول إن الأخطاء المهنية التي يرتكبها العديد من الزملاء الصحفيين في الآونة الأخيرة بعيدة كل البعد عن أخلاقيات مهنتنا السامية ولا علاقة لها لا من قريب أو بعيد بميثاق الشرف الصحفي الذي من المفترض أن يلتزم به الجميع. يكاد المرء يصاب بالذهول من بعض الزملاء الصحفيين الذين تحولوا فجأة وبدون مقدمات إلي مناضلين يكشفون الفساد رغم أن تاريخهم ومواقفهم السابقة عكس ذلك تماما.. يكاد المرء يصاب بالغثيان مما يكتبه البعض عن فساد النظام السابق رغم أنهم كانوا شركاء في هذا الفساد.. يكاد المرء يصاب بصدمة شديدة من ادعاءات العديد من الزملاء الصحفيين للشرف والأمانة والنزاهة رغم المكاسب التي حققوها في عهد النظام السابق. رغم مرور ما يقرب من 4 أشهر علي سقوط النظام إلا أن النيابة العامة لم تبدأ بعد التحقيق مع رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف القومية الذين نهبوا أموال تلك المؤسسات وحولوها إلي عزب خاصة رغم تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات التي تؤكد تورط القيادات السابقة للمؤسسات الصحفية في الاستيلاء علي المال العام إلا أن النيابة العامة لم تتحرك لمواجهتهم بهذه التقارير المهمة.. والسؤال من الذي يحمي تلك القيادات وهل هم أكبر من المحاسبة؟ ولماذا لم يتم الاستماع لأقوالهم حتي الآن؟ في شهر مارس الماضي أدليت بأقوالي أمام نيابة أمن الدولة العليا في البلاغ المقدم مني ضد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري ورئيس المجلس الأعلي للصحافة السابق وبعض رؤساء مجالس إدارات المؤسسات القومية السابقين.. وقدمت للنيابة مستندات مهمة بحصول صفوت الشريف علي سيارتين رشوة من المهندس عهدي فضلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم السابق مقابل الإبقاء عليه في منصبه لمدة 14 شهرا كما قدمت للنيابة تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي يؤكد تورط رئيس مجلس إدارة مؤسسة قومية أسبق في الاستيلاء علي 5.6 مليون جنيه من أموال المؤسسة بدون وجه حق. منذ أيام علمت أن البلاغ المقدم مني تم إحالته إلي المستشار علي الهواري المحامي العام الأول لنيابة الأموال العامة العليا لاستكمال التحقيقات.. أنا شخصيا أثق أن النيابة العامة لم ولن تترك أي بلاغ إلا وحققت فيه وأتمني سرعة إجراء التحقيقات في تلك البلاغات المهمة حتي يلحق الذين نهبوا أموال الشعب المصري بأعوانهم الفاسدين بسجن مزرعة طره. ونهاية يمكن القول ان الفوضي العارمة يمكن أن تقودنا إلي نفق مظلم مجهول لا نعلم متي ينتهي وكيف ينتهي؟ الأمر يا سادة يحتاج إلي تضافر كافة جهود وأبناء الشعب المصري المخلصين مع قواتنا المسلحة ليعود لعبور تلك الأزمة التي تمر بها البلاد من أجل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة الأمر يحتاج من الجميع إلي احترام الشرعية والقانون.. يحتاج إلي التصدي لمن تسول له نفسه ترويع الآمنين وللاستيلاء علي مدخراتهم. آخر كلام: * بعد خروج منتخبنا الوطني لكرة القدم من تصفيات أمم أفريقيا التي يحمل لقبها ثلاث مرات متتالية تبقي عدة أسئلة مهمة من المسئول عن تلك الفضيحة المدوية؟ هل هو حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة أم سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم أم حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب وجهازه أم فلول النظام البائد؟! * أتمني ألا يؤثر الصراع علي رئاسة الحزب الناصري علي زملائي الصحفيين بجريدة العربي الناطقة بلسان الحزب.. أتمني الحفاظ علي تلك الصحيفة المحترمة أول من قالت كفاية للنظام السابق. ** لا أعرف أين وزير السياحة.. أين هيئة تنشيط السياحة من انهيار السياحة في مصر؟ مجرد سؤال * لجنة شئون الأحزاب السياسية قررت أمس قبول الاخطار المقدم من حزب الحرية والعدالة تحت التأسيس بشأن تأسيس الحزب وتمتعه بالشخصية الاعتبارية وحقه في مباشرة نشاطه السياسي.. مبروك لجماعة الإخوان المسلمين. * أسامة بن لادن.. إرهابي أم مجاهد.. شهيد أم قتيل.. سؤال طرحه العديد من القراء الأعزاء.. أقول لهم إن بن لادن من وجهة نظري الشخصية مجاهد انفق أمواله علي الحرب ضد السوفييت.. تصدي لأمريكا التي تدعم إسرائيل.. شهيد الأمة العربية والإسلامية.. رحم الله بن لادن. * أخيرا تكرم علينا أهالي العياط.. فضوا اعتصامهم بعد إزالة برج تقوية تابع لإحدي شركات المحمول الأهالي قطعوا في الأيام الماضية الطريق الزراعي القاهرةأسيوط وتعطيل حركة القطارات.. فعلا فوضي يا دنيا فوضي. [email protected]