صدر عن دار الشروق كتاب جديد بعنوان " رحلتى مع الأخوات المسلمات" لفاطمة عبد الهادى وكيل أول لجنة نسائية فى الإخوان المسلمين، من تحرير وتقديم الصحفى حسام تمام، وتقديم فريد عبد الخالق. الكتاب يروى قصة تأسيس أول قسم للأخوات المسلمات بجماعة الأخوان المسلمين، حسبما يشير تمام فى مقدمة الكتاب، حيث يعرف فاطمة عبد الهادى، بأنها أبرز قادة هذا القسم، وكانت ضمن جيل التأسيس الأول للعمل النسوى الإسلامى. ويشير تمام إلى أن العمل النسوى بدأ خجولا بعد سنوات قليلة من تأسيس الجماعة بالإسماعيلية، وقبل انتقالها للقاهرة، وتحديدا فى إبريل عام 1932، لكنه عرف بعضا من النشاط مع الانتقال للعاصمة، على يد لبيبة محمد ، وشهد انطلاقته فى إبريل عام 1944 مع إطلاق أول لجنة تنفيذية للأخوات المسلمات بأمر من مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، وضمت هذه اللجنة اثنتى عشرة أختا برئاسة السيدة آمال العشماوى وكانت وكيلتها فاطمة عبد الهادى. ويلفت تمام النظر إلى أن فاطمة عبد الهادى زوجة لشخصية بالغة الأهمية رغم عدم شهرتها، هى محمد يوسف هواش، أهم شخصية فى تنظيم 1965، الذى ينسب للمفكر الشهير سيد قطب، فضلا عن كونه رفيقه فى سنوات السجن، والإعدام. ويرجع تمام أهمية الكتاب، نظرا لاقتراب فاطمة عبد الهادى من بيوت قادة الإخوان، حيث عرفت الإمام الشيخ حسن البنا، واتصلت بأهله، وزوجته، وبناته، وكانت المرأة الوحيدة من غير أهله التى عاشت ساعات اغتياله وكانت حاضرة ساعة غسله، وخروج جنازته من بيته، فضلا عن كونها وثيقة الصلة بنساء آل بيت حسن الهضيبى، المرشد الثانى، ونساء بيت سيد قطب أبرز منظرى الجماعة بعد مؤسسها. ويضيف تمام: أهم ما يميز شهادتها، أنها تقدم روايتها الخاصة جد، حتى وهى تحكى عن أحداث ووقائع شكلت تاريخ الإخوان، ومصر كلها، فى مرحلة تاريخية بالغة التعقيد، وتروى علاقتها بأشخاص غيروا مسار التاريخ، بعضهم انتهى إلى الموت شنقا، وبعضهم صار رئيسا للجمهورية. ويبدأ فصول الكتاب بقصة تأسيس قسم الأخوات المسلمات والنشاط النسائى فى الإخوان، والأخوات المسلمات وقضايا الحياة السياسية والاجتماعية، ودور الأخوات فى العمل الإسلامى، وتعرف عبد الهادى بسيد قطب، وزواجها من يوسف هواش، ثم أول فصول المواجهة بين الأخوات ونظام ثورة يوليو، ورحلة معاناة الأخوات، ومذبحة ليمان طره، ثم اعتقال 50 أختا من تنظيم الأخوات المسلمات، وتروى عبد الهادى فى هذا القسم من الكتاب معاناتهن فى سجن القناطر وعدم مراعاة ضباط السجن، أى حساب للسن، أو للمرض، وتؤكد عبد الهادى فى هذا الجزء أن النساء اللائى تم إعتقالهن، تخطى بعضهن سن السبعين من أعمارهن، ومع ذلك لم يفلتن من الاعتقال، مشيرة إلى أن بعضهن اعتقلن نكاية فى أشقاءهن . تقول فاطمة عبد الهادى: اعتقلوا نساء بيت الهضيبى بتهمة أنهن كن ينشطن فى رعاية عائلات الإخوان المعتقلين من سنة 1954 وكفالتهم ماديا، مشيرة إلى أن " أبلة نعيمة" زوجة المرشد أشرفت على إنشاء مشغل تعمل فيه الأخوات للإنفاق على تلبية حاجات العائلات الإخوانية.