تعذيب طفل معاق.. ورسالة مسربة: "ما تزعليش يا ماما.. وعاوزك تاكلى علشان خاطرى"..وضابط بالأمن الوطني: "هشتغل إزاى لازم حد يتقبض عليه" تحول سجن دكرنس بمحافظة الدقهلية إلى ما يشبه سلخانة لتعذيب المعتقلين، وخاصة الأحداث، الأمر الذى دفع عددًا كبيرًا من اهالى معتقلى السجن إلى التحدث والاستغاثة بمنظمات المجتمع وجمعيات حقوق الإنسان لحماية أبنائهم، مما وصفوه بصرخات الموت والتعرض للتعذيب المستمر والممنهج على أيدى القائمين على السجن. تقول نبيات عبد الحكيم، والدة إبراهيم البالغ من العمر 16 سنة، إن نجلها تعرض لشتى أنواع التعذيب والانتهاكات المستمرة بداخل السجن منذ إيداعه به منذ ما يقرب من 6 أشهر، فعندما تقوم بزيارته تجد جسده مليئًا بشتى أنواع التعذيب، إلا أنه رفض الحديث خوفًا من تعرضه لتعذيب أقسى وأشد ويكتفى بالصمت. وأضافت أن نجلها أصيب بحادث منذ أن كان لديه 5 سنوات أسفر عن إصابته بشلل نصفى بالجانب الأيسر من الوجه واليد، بالإضافة إلى إصابته بنسبة ضمور فى المخ. وأوضحت أنها فوجئت بنبأ القبض عليه فى شهر نوفمبر من العام الماضى من أمام بوابة الجلاء إحدى بوابات جامعة المنصورة، مشيرة إلى أن نجلها كان برفقة صديقه لدفع إيجار إحدى الشقق الخاصة بهم فى مدينة المنصورة، وعقب انتهائهم وهم فى طريقهم للانصراف والعودة وجدوا التظاهرات، وكعادة الشباب وقفوا لمشاهدة ما يجرى والتصوير كباقى المواطنين، إلا أن قوات الأمن ألقت القبض عليه واقتادته إلى قسم أول. وأكد محروس، عم المعتقل، أنه توجه إلى القسم لمحاولة معرفة ماذا جرى، فوجد هناك ما يقرب من 45 طالبًا، تم إلقاء القبض عليهم وخرج عدد منهم حتى أتى ضابط الأمن الوطنى، وعند محاولة التحدث إليه وإبلاغه بالحالة الصحية لابن شقيقه، قال له: "هشتغل ازاى يعنى؟ لازم حد يتقبض عليه"، وتم حبسه 4 أيام، ثم تجديد الحبس مرات عدة وتم نقله إلى سجن دكرنس بتهمة إثارة الشغب والإرهاب والتعدى على ممتلكات عامة وخاصة. وفى رسالة ل"عمر البدراوي، 17 سنة، أحد المعتقلين بالسجن، والتى أرسلها لوالدته، والتى جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، ماما.. إزيك أولاً.. يا رب تكونى كويسة.. أول ما خلصتى الزيارة قالوا كل أوضة رقم "1" تلم حاجتها، وبعدين طلعنا كلنا الطرقة وكهربونا بالصاعق، فرقونا "كل شويه ف أوضة.. وأنا ف أوضة 1 ومعايا 4 غيرى، وكل شوية تعذيب وضرب وإهانة والصراحة اتبهدلنا، وبننام على بطننا أول لما الظابط يخش علينا وبيهددونا إن احنا منتكلمش فى السياسة أو الدين، يا إما هيعملولنا قضية مخدرات، ودى فيها 5 سنين سجن لو ثبتت علينا، فكلنا قررنا نعمل إضراب عن الطعام وهما لما عرفوا كدا نزلولنا المباحث والشرطة، ووكلوهم بأن يمضونا إن احنا تبع الإخوان وتبع جماعة إرهابية، وأنا لسه مضرب عن الأكل ولسه ماكلتش حاجة وأنا عايزك تعرفى الدنيا كلها، وتنشروا على النت كدا، إن معتقلي دكرنس عاملين إضراب لغاية ما يعاملونا كويس ويجموعنا تانى.. متزعليش يا ماما تانى، بس مش عايزك تيجيلى زيارة تانى فى دكرنس عشان خاطرى، وكُلى ومتعمليش زيى أنا دلوقتى بأدى رسالتى، وانتى لازم تأدى رسالتك برة، وسلميلى على اخواتى، وادعى ان ربنا يصبرنا". أما عن خالد مجدى الطالب بالصف الثانى الثانوى، فقالت شقيقته سالى، إن شقيقها من ضمن المعارضين لسياسة جماعة الإخوان، كما أنه قام بالتوقيع على استمارة تمرد، والمشاركة فى تظاهرات 30 يونيو، وبالرغم من ذلك تم إلقاء القبض عليه واعتقاله بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين. وأضافت أنه تم إلقاء القبض على شقيقها فى أكتوبر الماضى من جوار مبنى محافظة الدقهلية، أثناء عودته من أحد الدروس، وتم اقتياده إلى القسم، ووجهت له اتهامات عدة، منها الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين وإثارة الشغب والتخريب والتعدى على ممتلكات عامة، وتم نقله إلى سجن دكرنس. وأشارت إلى أنهم عندما قاموا بزيارته، كان من الواضح عليه علامات التعذيب والانتهاكات، مشيرة إلى أنه تم تجديد حبسه لمدة 6 مرات، ثم الحكم عليه بالحبس لمدة 3 سنوات، وكان من المقرر الاستئناف على الحكم فى 22 إبريل الماضى، إلا أنه تم تجديد حبسه مرة أخرى. وأعلنت هيئة الدفاع عن الأطفال الأحداث بالدقهلية والمحبوسين فى سجن دكرنس، أن الأطفال يتعرضون للانتهاكات اليومية من تعذيب وسوء معاملة من الضباط بالقسم، وحملت الهيئة النيابة العامة والمأمور المسؤولية الكاملة عن سلامة الأطفال. وأكدت فى بيان لها، أننا لن نصمت عن الانتهاكات التى يتعرض لها هؤلاء الأطفال من تعذيب بدنى وسب وقذف وامتهان لكرامتهم الإنسانية، بل وحرمانهم من أبسط حقوق الإنسان من طعام نظيف ومياه غير ملوثة ومكان للنوم.