قال الكاتب الصحفي، فهمي هويدي، إن مصر تساند إسرائيل في عدوانها المتواصل على قطاع غزة منذ أسبوعين، معتبرًا أن المبادرة التي طرحتها لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تهدف إلى إحراج الفلسطينيين. وأضاف هويدي في مقابلة مع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله"، أن "الموقف المصري في بداية العملية العسكرية تحدث في بياناته الرسمية عن عدوان إسرائيلي على قطاع غزة وبعدها بأربع وعشرين ساعة، وجدناه يتحدث عن عنف متبادل وعنف مضاد ويتحدث عن الطرف الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية كأنهما على قدم المساواة، ثم الخطوة الثالثة يتحدث عن أعمال عدائية من الطرفين". وتابع "ليس هذا فحسب وإنما عندما أصدر المبادرة جرى التنسيق فيها مع إسرائيل ولم يتواصل مع المقاومة الفلسطينية وهذا خطأ بروتوكولي، لأنه كان يجب على الأقل أن يتشاور مع الطرفين حتى يرى ماذا يقبل كل منهما، ثم يكمل النظام المصري الحكاية بمنع قافلة الإغاثة، في ظروف يبدو فيها الطريق مفتوحًا بين القاهرة وتل أبيب، ومغلقًا ومقطوعًا بين القاهرةوغزة". وأشار إلى أن "هذا أشعر البعض بأن مصر وإسرائيل يد واحدة في مواجهة الفلسطينيين، وهذا أمر مشين تاريخيًا في هذه الظروف، كما أن هناك انحيازًاً واضحًا من الدول الخليجية إلى إسرائيل مثل السعودية والإمارات التي أعلنت في البداية تأييدها للمبادرة على لسان وزير خارجيتها عبدالله بن زايد". ورأى هويدي أن "الانحياز كان موجودًا في عهد (الرئيس الأسبق حسني) مبارك لكن لم يكن بهذه الفجاجة، لأن الانحياز كان يلعب بشكل مختلف، وهذا يعطي انطباعًا بأن الزواج العرفي الذي كان موجودًا في السابق بين مصر وإسرائيل في عهد مبارك يكاد يتحول الآن إلى زواج رسمي، خاصة عندما نجد مصر تسعى لتحسين صورة إسرائيل في المنطقة وتبرر للمجازر التي تجرى الآن في غزة تحت مظلة أن إسرائيل مضطرة لأن تدافع عن نفسها". وطرحت القاهرة تلك المبادرة، يوم الاثنين الماضي، وبينما قبلت بها إسرائيل، رفضتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، معتبرتين أنها لا تلبي المطالب الفلسطينية، ولا سيما الرفع الكامل والنهائي للحصار عن غزة، وضمان فتح كافة المعابر، ولا سيما معبر رفح بين مصر والقطاع. ووصف هويدي المبادرة بأنها "تعجيزية بالنسبة للمقاومة، وهذا يفتح الباب لسوء الظن كأنك تقدم شيئا وأنت تعلم أنهم سيرفضونه، وأن إسرائيل إذا بالغت في رد العنف فإنها بريئة لأن الطرف الآخر هو الذي رفض المبادرة.. الملابسات كلها تعطي انطباعا أنها لم تكن مبادرة بقدر ما أنها فخ نصب للفلسطينيين فوقعوا فيه برفضها". وعلى عكس ما يرى البعض أن رفض "حماس" للمبادرة المصرية كان يهدف لإحراج مصر، قال هويدي "لا يريد الفلسطينيون إحراج مصر.. العكس هو الصحيح؛ مصر هي التي أرادت إحراج حماس .. ومصر طوال السنوات الماضية أرادت تشويه صورة حماس واتهامها بأنها وراء ثورة 25 يناير". وقال هويدي إن كلام وزير الخارجية سامح شكري عن تحميل محور حماس تركياقطر مسؤولية إفشال دور مصر في المنطقة "مبالغ فيه فرفض المبادرة تم قبل أن يتم أي تنسيق بين الفصائل المقاومة وقطر كما أن حركة الجهاد رفضتها قبل أن ترفضها حركة حماس .. هم بحثوا بعد ذلك عن حلفاء.. وليس كل تأييد لموقف هو تعبير عن تحالف استراتيجي .. لابد أن نفرق بين ما هو تكتيكيا وفرعيا وبين ما هو استراتيجي". وردًا حول إجراء النظام بمصر مشاورات مع محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، علق هويدي قائلاً: "أبومازن ليس له علاقة بالمقاومة .. والتجربة المصرية كانت تقوم على إجراء مشاورات مع المقاومة حتى أيام مبارك" واستدرك "هذه أول مرة لا يتم فيها التشاور مع حماس والمقاومة قبل الإعلان عن المبادرة.. فحتى أيام مبارك وعمر سليمان كانوا يتشاورون مع المقاومة أولا مباشرة، ثم يأتي أبو مازن لتغطية المبادرة بعدما يتم الاتفاق عليها بشكل شرفي وبروتوكولي، كما أن النظام يعرف جيدا أن أبو مازن ضد المقاومة لكن النظام "استعبط" وقال إن أبو مازن هو رئيس كل الفلسطينيين وهو لا يمثل المقاومة".