تشهد اليمن تطورات متلاحقة على الصعيد السياسى الداخلى وحل الأزمة السياسية وانتقال السلطة فى ضوء الغياب المؤقت للرئيس على عبدالله صالح عن السلطة وكذا رؤوس السلطتين التنفيذية والتشريعية ( رؤساء الحكومة والنواب والشورى) وكبار المسئولين نتيجة إصاباتهم فى الاعتداء الذى تعرض له مسجد النهدين بدار الرئاسة اليمنية أثناء صلاة الجمعة أمس الأول . فمن الناحية الدستورية ، بدأ عبد ربه منصور هادى نائب الرئيس اليمنى تحمل مسئولية ادارة شئون البلاد اعتبارا من مساء أمس " السبت " عقب مغادرة الرئيس صالح، ويعاونه في ذلك رئيس جهاز الأمن القومي على الأنسى وعدد من كبار المسئولين ، بعد أن غاب عن الساحة أيضا لإصابتهما فى الحادث نائبا رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي، وللشئون الداخلية صادق أمين أبو راس. وعقب مغادرة صالح إلى السعودية ، عقد نائب الرئيس اليمنى اجتماعا الليلة الماضية بصنعاء للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبى العام (الحزب الحاكم باليمن ) بحضور مختلف قيادات الحزب لدراسة وبحث الخطوات المقبلة وكيفية تسيير أمور البلاد فى هذه المرحلة الحرجة، حيث ترأس الاجتماع على اعتبار أن يتولى حاليا مهام رئيس الجمهورية لغياب الأخير للعلاج وبصفته نائبا لرئيس المؤتمر الشعبى العام ، ولم تصدر بيانات رسمية عن نتائج هذا الاجتماع . وفى هذا الصدد ، أكد نائب الرئيس - فى تصريح له الليلة الماضية - أن الرئيس صالح سيعود إلى البلاد لاستكمال فترته الدستورية بعد استكمال العلاج وتماثله للشفاء . ومن جهة ثانية ، فان هناك هناك حراكا سياسيا للقوى والفعاليات السياسية على الساحة اليمنية خاصة قوى المعارضة وما بات يعرف بثورة الشباب السلمية بشأن الخطوات المقبلة فى ضوء صعوبة الانتقال الدستورى للسلطة حاليا - حسب بعض مصادر المعارضة - وفى ضوء استمرار تعليق المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية بالبلاد وغموض الموقف بشأن فى المستقبل القريب. الانتقال السلمي للسلطة..مستبعد فبالنسبة للانتقال السلمي للسلطة وفقا للدستور، تشير مصادر المعارضة اليمنية إلى أن هذه الوسيلة فقدت بالفعل، حيث أن المادة (116) من الدستور تنص على أنه "في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولى مهام الرئاسة مؤقتا نائب الرئيس لمدة لا تزيد عن ستين يوما من تاريخ خلو منصب الرئيس يتم خلالها إجراء انتخابات جديدة للرئيس". كما تنص المادة (116) على أنه "وفي حالة خلو منصب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس معا يتولى مهام الرئاسة مؤقتا رئاسة مجلس النواب، وإذا كان مجلس النواب منحلا حلت الحكومة محل رئاسة مجلس النواب لممارسة مهام الرئاسة مؤقتا، ويتم انتخاب رئيس الجمهورية خلال مدة لا تتجاوز ستين يوما من تاريخ أول اجتماع لمجلس النواب الجديد". وتؤكد مصادر المعارضة أن كل هذه البدائل الواردة فى النص الدستوري منتهية لأن النائب منصور هادي لم يصدر بشأنه قرار جمهوري والبرلمان انتهت فترته، والحكومة أقالها الرئيس صالح وهي حكومة تصريف أعمال بعد إصابة رئيسها ونائبيه فى حادث مسجد النهدين واعتبرتها المعارضة غير موجودة . هل سيكون الحل في المبادرة الخليجية؟ أما فيما يتعلق بانتقال السلطة فى إطار تنفيذ المبادرة الخليجية لحل أزمة اليمن وهي المبادرة التي مازالت معلقة حسب قرار مجلس التعاون لدول الخليج العربية فإن الموقف بالنسبة له غير واضح فى ضوء عدم توقيعها من قبل الرئيس على عبد الله صالح وفقا لآلية تنفيذ المبادرة. والأمر ازداد غموضا بشأن هذه المبادرة خاصة بعد إصابة الرئيس صالح ورؤساء مجالس الوزراء والنواب والشورى، وفى ضوء استمرار رفض ما عرف باسم ثورة الشباب السلمية للمبادرة، حيث يعتبر هؤلاء أن غياب رموز النظام عن اليمن حاليا – ولو بصورة مؤقتة لظروف الإصابة والعلاج بمثابة نجاح لثورتهم . ورغم أن ثورة الشباب السلمية تعترض على أسلوب العنف والفوضى كوسيلة للتغيير المطلوب ويؤكدون أن ثورتهم سلمية حتي تحقيق الأهداف ، إلا أنهم اعتبروا نتائج حادث مسجد النهدين انتصارا لثورتهم، وأكدوا أن تلك هى الخطوة الأولى على طريق تحقيق الأهداف، كما يعتبرون أن قصف المقر الرئاسي هو سقوط سياسي للرئيس صالح وللنظام الحاكم سيتبعه بالضرورة سقوط فعلي للنظام . وتؤكد مصادر المعارضة أنه فى ظل الظروف الحالية باليمن فإنه يمكن تشكيل مجلس انتقالى يضم كل القوى السياسية ومنها ممثلو ثورة الشباب السلمية لفترة انتقالية يتم الاتفاق عليها بين كل القوى ويتحدد خلالها أهداف المجلس خلال هذه الفترة بما يؤدى إلى إخراج البلاد من الأزمة التى تمر بها حاليا .