ما يهمنا هو الدماء الفلسطينية التي تراق يومياً، وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ التي تستخدم وقوداً لحرب «سياسية» قذرة تتداخل أهدافها بحسب أصحاب المصالح المسيطرة على صناع القرار في «غزة». .. ما الذي يدفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الى «الطيران» الى اسطنبول لمناشدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «التدخل» لإقناع حماس بقبول الهدنة المصرية.. حقناً لدماء أبناء الشعب الفلسطيني في غزة؟.. أليس معنى ذلك أن أبومازن يدرك أن «ريموت» حماس في يد تركيا؟ .. وما الذي جعل (أبومازن) يعلن في عقر دار أردوغان شكره العميق لمصر، ويوضح أن مصر سارعت للاستجابة لطلب الرئيس الفلسطيني بإطلاق مبادرة الهدنة، وأنها لم تتدخل من تلقاء نفسها، بل بطلب فلسطيني رسمي وعاجل، ثم يشيد أمام كاميرات العالم بالدور المصري وبالمبادرة المصرية، وبوقفة القاهرة الى جانب فلسطين عموماً.. وغزة على وجه الخصوص؟ أليس ذلك اعترافاً رسمياً بما تفعله مصر من أجل الأشقاء؟.. صحيح أن «حماس» شجبت زيارة الرئيس الفلسطيني، واستنكرتها وقال متحدثها الرسمي فوزي برهوم: «إن زيارة عباس لتركيا تأتي في إطار السعي لعزل غزة عن العالم»،.. وفي الوقت نفسه أشاد – نفس ال«برهوم» - بإعلان أردوغان أنه سيزور غزة قريباً، ووصف «الإعلان» بأنه دعم للقضية الفلسطينية، وكسر لحصار غزة!! المسألة أصبحت واضحة،.. لا يهم حجم الدماء الفلسطينية الزكية التي تراق على أرض غزة، لكن المهم أن تحقق «حماس» رغبات مرجعيتها في «تركيا» ويرضى عنها خليفة المسلمين أردوغان، حتى لو كان ذلك على حساب أشلاء الأطفال، وذبح النساء وقصف الشيوخ. من قرأ المبادرة المصرية التي طرحتها مصر، وقارنها بمبادرة - 2012 التي طرحها نظام «الإخوان» والرئيس السابق مرسي، لم يجد بينهما فروقاً على الإطلاق.. لكن ما طرحه مرسي كان رائعاً وإسلامياً ومطابقاً لأهواء المرجعية في تركيا، والممول في الخليج، والراعي الرسمي في طهران!!.. أما مبادرة مصر الآن فهي رجس من عمل الشيطان، هدفه تقويض القضية الفلسطينية.. على الرغم من أن المبادرتين شبه متطابقتين… سبحان الله!! ثم يخرج أردوغان عن حدود اللياقة، وأعراف الدبلوماسية ليتهم رئيس مصر بأنه «طاغية» يدعم الحرب الاسرائيلية على غزة، لأن مصر طرحت مبادرة لإنقاذ اهل غزة، دون ان تستأذن «الباب العالي»!! بينما لم ينبس اردوغان ببنت شفة تعليقا على الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي اعلنها صريحة مدوية: «امريكا مع اسرائيل فيما تفعله دفاعا عن أمنها، وانه يؤيد وبقوة «حق» اسرائيل في ذلك»!!. .. لعبة السياسة القذرة، أدت الى حرب اكثر قذارة، تقوم فيها طائرات العدو الجبان، ودبابات الصهاينة بسحق اهلنا واطفالنا ونسائنا وشيوخنا في «غزة» تحت سمع وبصر العالم، وبتأييد امريكي، ووسط عجز عربي واسلامي شامل،.. وقادة «حماس» جل همهم الا تنجح مبادرة الهدنة لأنها «مصرية»، والا توزع المعونات الانسانية لأنها «مصرية»، وتؤكد «حماس» على لسان مدير مكتبها السياسي ان الحركة لن تقبل بوقف اطلاق النار، الا اذا اوقفت اسرائيل الحصار الاقتصادي؟! وانهم ينتظرون اشتراك تركيا وقطر لحل أزمة الحرب على القطاع!! رحم الله شهداء غزة،.. وحسبنا الله في كل من اتخذ من دمائهم الزكية وقودا لحرب سياسية قذرة، ضحيتها الاطفال والنساء والشيوخ، لإرضاء حماس، وبابها العالي! وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66