معتقل يستقبل خطيبته بقناع "عريس معتقل".. والعروس: سأنتظره لو قعد 20 عامًا من داخل السجن المستقبل بالإسماعيلية وخلف الأسوار العالية والقضبان الحديدية، علت أصوات الزغاريد ليس فرحًا لخروج السجناء، وإنما فرحًا بقصة حب رفضت الخضوع لأى ظروف، حيث شهدت قاعة الزيارة بسجن المستقبل، ووسط حضور جميع المعتقلين، خطوبة المعتقل محمد علام أمين مساعد اتحاد كلية تجارة بجامعة قناة السويس، على زميلته فى نفس الكلية منار مصطفى. وشهدت قاعة الزيارات انطلاق الزغاريد أثناء تلبيس خاتم الخطوبة، كما شهدت الخطوبة توزيع أصدقاء العريس من المعتقلين للشوكولاتة والحلويات على الأهل، كما تزين العريس بارتداء بدلة وقناع لوجه ضاحك، كتب عليه عبارة "عريس معتقل"، كما ارتدت العروسة قناعًا لوجه ضاحك كتب عليه "عروسة ربعاوية". وأكدت منار مصطفى "العروسة"، أن يوم خطوبتها كان أسعد يوم فى حياتها، وأنها ذهبت بصحبة أسرتها الصغيرة وأسرته مرتدية فستان الخطوبة وبحوزتها باقة الزهور ودبلتى الخطوبة، التى اشترتهما والدة العريس. وأضافت، أنها فوجئت باحتفاء أسر المعتقلين الذين تصادف موعد زيارتهم، وكذلك زملاء العريس بالمعتقل بهم، بوضع الزينة وإطلاق الزغاريد والأناشيد، لتكمل سعادتها ب"قراءة فتحتها" وارتدائها دبلة الخطوبة. وأشارت إلى أن زميلها محمد علام، كان تقدم لخطبتها قبل اعتقاله بيوم، وبعد الاعتقال تخوفت أسرتها من إتمام الخطوبة، وحدثت مشاورات حول استمرارها من عدمه، خوفًا من استمرار اعتقاله لوقت طويل. وأضافت أنها على الرغم من ظروف اعتقاله، إلا أنها تمسكت به وحرصت على إتمام الخطوبة، بالرغم من الاعتقال، مؤكدة استعدادها للاستمرار فى انتظار محمد حتى لو بعد 15 أو 20 سنة، ولن تتخلى عنه أبدًا، ف"محمد بالنسبة لى بطل والاعتقال شرف له، وسيضاف فى تاريخه وتاريخ أولاده". من ناحيته، أكد اللواء محمد العنانى مدير أمن الإسماعيلية، أن ذلك يأتى فى إطار حرص مديرية الأمن على إعلاء قيم حقوق الإنسان، وحرصًا من قطاع مصلحة السجون على تطبيق المنهج الحديث للتنفيذ العقابى والذى يتمثل فى توفير كل أوجه الرعاية المختلفة للنزلاء، خاصةً فى مجال الرعاية والتواصل الاجتماعى مع أسرهم. يذكر أن قوات الأمن ألقت القبض على محمد علام "العريس" من منزله فى ديسمبر الماضى، بتهم الانتماء لجماعة إرهابية، والتظاهر بدون تصريح، والتحريض على عمليات العنف التى شهدتها البلاد عقب 30 يونيو.