ولقد دخلت على الديمقراطية الخدر في يوم الرحيل/فلثمتها وتنفست/وآذن مبارك بالرحيل/وأحبها وتحبني /ويحب ناقتها بعيري/والتطرف غريب على مصر فهي سهل منبسط على جانبي نهر وديع غاضب لحظة فيضانه,والتطرف ارتبط إعلاميا عقودا بالدين,فعرفنا المكفرين والتكفريين والمفتشين عما في الضمائر,والمنقبين عن ديننا في قلوبنا ليعرضوه على مقاييس فاسدة, تارة خوارجية ومرات فارسية,ومروا ومرت شطحاتهم,وعادت مصر لمصر,فوجدت مصر مصر بين أحضان متطرفين جدد,لا علاقة لهم بالدين,بل هم دعاة ليبرالية وحرية وعدالة اجتماعية ووسطية ومهلبية وأرانب بالملوخية,وقد غنينا جميعا للديمقراطية ورقصنا وصرخنا مع منير يا ناس يا ناس يامكبوتة هي ده الحدوتة حدوتة مصرية. وقلنا: رحل مبارك وأما بعد..فإلى الديمقراطية يا رجال ,وعلمونا الديمقراطية يا من كتبتم فيها الكتابات وبعثتم لها أيام الطغيان السلامات,وطرح المجلس العسكري علينا استفتاء غير مسبوق على تعديلات دستورية قبل انتخابات رئاسية وبرلمانية أو دستور جديد و قبل أن يغرس عمرو موسى مطواه في رئتي البرادعي وقبل أن ينصب البرادعي من عل فيدق أنف حمدين صباحي..وانتظمت لأول مرة في تاريخ مصر منذ خط النهر قدمه على الأرض الخصيبة طوابير,قرأنا عليها المعوذتين خوفا من الحسد,وخرج الناس زرافات ووحدانا مسلمين ومسيحيين,إسلاميين وليبراليين,فقال سبعة وسبعون بالمائة نعم,,وقلت وحدي :نعمين وانتصرت الديمقراطية وقال المصريون نعم للتعديلات المؤقتة,وهلم يا رجال وطني استعدادا لبناء بلد يريد أن ينقض. وإذ فجأة بعد انتهاء المسألة ومرور أكثر من شهر عليها ينتفض من قالوا لا في وجه عموم مصر التي قالت نعم,,فقلنا يا جماعة الخير الله يهدينا ويهديكم وكفوا سفهاءكم والمسألة انتهت وبالإنجليزية(جيم أوفر)وباليابانية(ياماتعديلاكو يابا)وبالهندية(أخ نيشت هُب يا بوق) فرفضوا وقالوا سنحشد مليونية بالتحرير واحتشد مائة ألف لصلاة الجمعة ثم انصرف ثلاثة أرباعهم,,وصرخ الباقون لا للتعديلات..ونحن مع بقاء العسكر في الحكم,ولو الكاتب مجنون فالقارئ عاقل وهؤلاء يا سادة يا كرام وما يحلو الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام هم من تعلمنا على أيديهم أن الديمقراطية هي الحل واحترام الأغلبية,فما بالهم كذبوا على أنفسهم وبالغوا في التخوين والتطرف,وراحوا يضربون أسبابا واهية وما أدراك ما هيه,,فتنة أخذت قيلولة,وانكشفت الفولة,وقالوا:لا لا لأن من قال نعم قالها بحماسة دينية لعدم المساس بأن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع والإخوان والسلفيون استخدموا المساجد منابر لشحذ الناس للتصويت بنعم..وما أسخف الكلام أوليست نفس المساجد هي من انطلقت منها الحشود في جمع الغضب والرحيل والزحف والوحدة الوطنية,,أم أن المساجد لكم لو كانت الخطبة على هواكم ثم المساجد لله لو أقيمت بها صلاة الغائب على من فقدنا من دعاة الديمقراطية. وبعد هذا كله تريدني أن أصدق أن الديمقراطيينا صادقون,,العبوا غيرها فالناس مستعدة للديمقراطية وتستأهلها,,بينما أنتم منقوصو أهلية ثقافة الحوار الديمقراطي. [email protected]