قدمت قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) اليوم الاثنين اعتذاراتها بعد مقتل "تسعة مدنيين" في ضربة السبت بجنوب البلاد، فيما كان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي تحدث عن مقتل 14 مدنيا. وقال الجنرال جون تولان قائد المنطقة الجنوبية-الغربية في بيان "باسم التحالف وقائد ايساف الجنرال ديفيد بترايوس أود تقديم اعتذاراتي الصادقة عن مقتل المدنيين التسعة خلال حادث إقليم نوزا في ولاية هلمند الذي وقع في 28 مايو". وبحسب السلطات المحلية فإن 14 مدنيا بينهم عشرة أطفال وامرأتان قتلوا بصواريخ أطلقتها مروحيات الأطلسي على منزلين بعدما تدخلت لمساعدة موقع للأطلسي هاجمه متمردون. وأمس الأحد وفي بيان شديد اللهجة تحدث كرزاي عن "خطأ فادح" و"جريمة" موجها "تحذيرا أخيرا للقوات والمسؤولين الأميركيين" طالبا منهم وقف عملياتهم "الأحادية الجانب". وقال كرزاي في بيان رسمي "تم إبلاغ الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي تكرارا أن عملياتهما الأحادية الجانب وغير المفيدة تتسبب بمقتل أفغان أبرياء، وأن هذه العمليات تنتهك القيم الإنسانية والأخلاقية، ولكن يبدو أنهما لا يصغيان". وقال الجنرال تولان إن الحادث وقع بعدما تعرضت دورية من قوات التحالف لهجوم شنه متمردون ما أدى إلى مقتل عنصر. وأضاف "إثر ذلك احتل المتمردون الخمسة منزلا وواصلوا إطلاق النار منه ما أدى إلى معركة وطلب تعزيزات جوية". وأضاف "للأسف اكتشفنا لاحقا أن المنزل كان يؤوي مدنيين أبرياء". وأضاف أن تحقيقا كاملا يجري حاليا. وتعتبر مسالة الخسائر من المدنيين في افغانستان مسالة حساسة حيث يزيد الشعور المناهض للغرب إثر عشر سنوات من الوجود العسكري الأجنبي في البلاد. وينتقد كرزاي باستمرار حلف شمال الأطلسي لأنه يتسبب بوقوع ضحايا مدنيين في عملياته، ولأنه يشنها بدون التشاور مع الجيش الأفغاني. وقد أعلن البيت الأبيض أمس الأحد أن الولاياتالمتحدة "تأخذ على محمل الجد" قلق الرئيس الأفغاني.