تنصحني صديقاتي بتقليل متابعاتي المكثفة لكل ما يحدث بمصرنا منعا لارتفاع ضغط الدم، وأرد بود وامتنان، الضغط العالي يمكن السيطرة عليه، أما انخفاض الوعي وعدم المتابعة فسيؤديان بي إلى أن أكون أداة في أيدي الأخرين، وأفقد أهم ما أعتز به كإنسانة وهو عقلي. وأهم وسائل السيطرة على العقل التخويف والصراخ، فإذا كنت أسير بطريق ووجدت من يصرخ كذبا لإخافتي بأن هناك "وحشا" سيلتهمني واستجبت لمخاوفه "فسيأخذني" لأسير معه في الطريق الذي يريده وغالبا لا يكون اختياره لصالحي . وهو ما يفعله أعداء الشعب المصري وليس أعداء الثورة فقط.. فلنعرف أعدائنا ونحبط أهافهم وننشر الوعي بين كل من نعرف بخطورتهم بود واحترام كاملين.. ولنبدأ بأبسط تعريف للشعب فالشعب مجموعة من الأفراد أو الأقوام يعيشون معا على أرض واحدة.. ونحن شعب ولسنا مجموعة من القطعان يتم الإستهانة بها والإلقاء بإرادتها وبآرائها في مستودعات القمامة تمهيدا "لحرقها" مع ملاحظة أن الحيوانات تعرف من قام بإيذائها ولاتمنحه الفرصة لذلك، بل وتنتهز الفرصة لمهاجمته، فالجمل مثلا، لاينسى الإساءة وينتهز الفرصة ليفتك بالمسئ ولا أدعو للفتك بأعداء الثورة وأطالب فقط بالتنبه إليهم وعدم السماح لهم بالمزيد من الإهانات لعقل ووجدان الشعب المصري وتشويه صورته أمام العالم، بوصفه بالجهل وبالغباء لإختياره الموافقة على التعديلات الدستورية رغم الدعاية غير المسبوقة لأصحاب تيار لا. فقد التقيت بالتحرير بعد الإستفتاء بسيدة إخوانية قالت لي أنها قالت لا للتعديلات الدستورية "لتأثرها" بالدعاية المؤكدة بأن من يقول نعم سيأتي بالعادلي وزيرا للداخلية كما ادعى ضياء رشوان أحد أنصار لا وقال من قالوا نعم لايفهمون وهم أول مرة يذهبوا للانتخابات وما ينفعش يطلعوا ويقوا لا كفاية طلعوا فلازم يقولوا نعم وأنشأ نظرية سياسية غير مسبوقة ملخصها: ياشعب يا غبي بترفض مطلبي سأمزقك بمخلبي!! وكانت لجنة الدستور التي شكلها مبارك لخداع الشعب وضمان بقائه بالحكم تضم د إبراهيم درويش وهو من أشد المعارضين للتعديلات حاليا بدعوى حماية الثورة وأين عقلك يا شعب؟!. واتهم رجل الأعمال ساويرس الثوار في تسجيل على اليوتيوب بقلة الأدب وهو من تزعم حملة لا، بينما أعلن السياسي والقيادي بحزب الكرامة أمين اسكندر أنه قال لا ويرفض الإلتفاف حول نتيجة الاستفتاء وطلب باحترام ارادة الشعب وهو ما يحسب له بالتأكيد. وقال أحدهم من عيوب الديمقراطيه أنها تجبرك على أن تستمع لرأى الحمقى ونربأ بالحمقى أن يقولوا كلامه ال....... واتسموا بالعنصرية فالجهلة قالوا نعم والنابهين قالوا لا مع ملاحظة أن ساويرس قاد معسكر لا وأن الكنيسة حشدت المسيحين لقول لا واستخدم ساويرس من يطلق عليهم دعاة إسلاميين مثل عمرو خالد ومعز مسعود للترويج لمعسكر لا ولم يعترض أحد على الزج بالدين بالسياسة وضم لحملته لإثنين من المرشحين للرئاسة وممثلين وووووووووو ولم نسمع صوتا يرفض التأثير على الناخبين واستخدام أسلحة المال والدين والفن والسياسة.. أما د. أسامة الغزالي حرب عضو لجنة الساسات السابق بالحزب الوطني ثم رئيس حزب الجبهة الذي أعلن ساويرس مؤخرا أنه لم يعد "سرا"تمويله للحزب فقد صرح من التحرير: "عدم مشاركة الإخوان المسلمين في جمعة الغضب الثانية أظهر حجمهم الطبيعي في الشارع المصري". ونتمنى أن يكون قد أطمئن إلى قوة تأثيره في الشارع المصري ويتوقف عن طلب تأجيل الانتخابات ليكتسحها!! وأحيي صديق ابني الذي أشعل الفيس بوك لشحن الأصوات لقول لا، والأن يعيد شحنها للإعتراض على عدم الإلتفاف حول قبول الشعب للتعديلات، ويقول: كيف نحترم أنفسنا ونحن نكذب في سنة أولى ديمقراطية، " من أول القصيدة كفر"، نطالب بالديمقراطية وعندما تأتي بخلاف رغباتنا نصرخ لإلغائها، أنا ضد أي ديكتاتورية، سواء ديكتاتورية الأقلية أو الأغلبية . وهو ما أيدته صديقتي التي عارضت التعديلات وتستغرب عدم قبول نتيجتها ممن يسمون أنفسهم بالنخبة، وتبدي "صدمتها" البالغة وتقول: إذا كانوا بعيدا عن الحكم وكل ما يمتلكونه ميكرفونات وأماكن بالصحافة الخاصة والحكومية ومقاعد محجوزة لهم بالفضائيات، فكيف سيتعاملون معنا إذا وصلوا للحكم، هل سيسارعون بإلقائنا بالبحر إذا اعترضنا على حكمهم أم سيحتفظون بقنابل المولوتوف لإعادة تربيتنا. وسعدت بزيادة الوعي بين المصريين وتوقفت طويلا عند مؤتمر الوفاق الوطني حيث كرر وزير التضامن د جودة عبد الخالق اليساري المعروف الرجاء للمجلس العسكري بتأجيل الإنتخابات حتى لا يسيطر الإخوان على المشهد السياسي، وهو اعتراف بتواجد الإخوان في الشارع وإعلان الوصاية على الشعب حتى لاينتخبوا الإخوان أو الاسلاميين عامة، وكأنه يقول هو وكل المنادين بتأجيل الانتخابات: أنتم شعب غبي ستختارون الاسلاميين ولن نسمح لكم بذلك أبدا. ولا حظت كثرة المتحدثين في المؤتمر المنادين بتأجيل الانتخابات والدستور أولا مع ندرة وجودهم في الواقع، وضعف تأثيرهم ولأننا لن نستطيع تغيير الشعب فعليهم إما تعلم الأدب مع المصريين أو الرحيل وليتذكروا بورتو طره. وأتساءل مع الملايين: أين كانوا أيام المخلوع؟، اين كانت الأحزاب: الوفد والتجمع والناصري، لماذا لم تقم ببناء قاعدة شعبية لها خلال 30 عاما من حكمه ولم يضطهد منهم احدا ولم يصادر منهم مليما، بل كانوا يحصلون على دعم مالي سنويا؟! ونتذكر عندما طالب رئيس حزب الأمة بزيادة هذا الدعم قائلا: عايزين معارضة ببلاش!! ولأننا لم نصب بالزهايمر.. فحزب الوفد والناصري والتجمع رفضوا الثورة وحرضوا عليها منذ البداية، وكذلك أعضاء لجنة الحكماء وهو الاسم الذي اطلقوه على أنفسهم من قبيل التواضع وطالبوا باستمرار المخلوع في الحكم. وفي مؤتمر الوفاق الوطني شاهدت بعيني المؤامرة على الشعب حيث قام ممثل عن حزب السلام الديقراطي ومدح يحي الجمل أولا ثم أعلن بأدب بالغ عن رفضه لما أسموه بثورة الغضب الثانية وانطلقت الشتائم تحاصره أرضا وجوا وتضاعفت. ولم يأمر الجمل المقاطعين والشاتمين بالصمت أو بالمغادرة احتراما للديمقراطية، بل توجه ومعه البعض للمتحدث لإسكاته وسط ذهول الأخير وصراخه: أنا لم أخطئ. وأقول له: بل أخطأت لتوهمك أن المتشدقين بالحرية يريدونها فعلا، وهذا جزاء عادل لكن من يصدقهم ثانية. وأتفق مع القول الرائع بأن قانون الانتخابات بالنقابات تم وضعه بالسبعينيات في غياب تام للإخوان ومع ذلك نجحوا في غالبية النقابات وكان هذا ردا عمليا على من يقوم بتخويفنا من الدستور المقبل إذا تم في غالبية "محتملة" للإسلاميين مع ملاحظة أن الدستور سيتم تشكيله من مائة عضو يشكلون من جميع الطوائف والاتجاهات وسيعرض على الشعب للموافقة عليه. ومن حقنا التساؤل لمصلحة من كل هذا الصراخ والهياج العصبي؟ وإلهائنا بحروب مفتعلة، هل لإتاحه الفرصة للمزيد من وجوه ورموز الوطني بالتثبيت، كما حدث بذهابهم للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، أم لتأجيل محاكمة الفاسدين، أم لزعزعة المزيد من الاستقرار بمصر. أليس من الأجدى، توفير الوقت والطاقة لطرح مشروعات عملية لتحسين كل جوانب الحياة المتدهورة بمصر من أمن وتعليم وصحة وأعلام وووووو. ومن الذي سيختار المجلس الرئاسي؟ ومن الذي سيصنع الدستور "المزعوم"؟وهل سنثق بهؤلاء الصارخين الكارهين للشعب المحتقرين له والشاتمين والمتهمين لمن يخالفهم بالرأي بالجهل؟ وهل تتوقع خيرا كما قال صديق ابني وأول القصيدة كفر وهل يوجد كفرا أكثر من إقصاء غالبية الشعب بدعوى أنهم سفهاء ولا يفهمون ويجب فرض الوصاية عليهم من هؤلاء العباقرة الذين شاهدنا غالبيتهم تناهض الثورة والآن يتاجرون بدماء الشهداء. ومن الواضح أنها اصبحت معركة حياة أو موت لأصحاب المصالح الفئوية والطائفية والتي تربعت على المشهد السياسي في ال30 سنة وتجذرت في النظام ولابد من خلعها معه وتتعامل معنا باستهانة من يهلل: قرب قرب شوف اللعب بقى ع المكشوف. وأحيانا بطريقة: فيها لأخفيها . فقد انتزعوا تصدر المشهد السياسي أيام المخلوع ويرفضون الشعب الذي يضعهم في أحجامهم الطبيعية لذا يقومون بإغراق الشعب بقذائفهم ال..... ويضعون مصالحهم الضيقة ومصالح من يمثلونهم ومن يقومون بتمويلهم ضد مصالح الشعب.. ففي مؤتمر الحوار الوطني صرخ أحد المشاركين مطالبا الدكتور حمزة بوضع اسمه في المجلس الذي تم إعلانه وقال أن حمزة "سرق" منه فكرة الحوار وأضاف: أنتم ح تشتروا مصر بفلوسكم. ورد حمزة بأن الاعلان ليس نهائيا وغادر القاعة وتم إنهاء المؤتمر بعد 20 دقيقة من بدئه واضطر المسئولون عن القاعة لقطع التيار الكهربائي لإيقاف المشاجرات بين المتواجدين وهى إشارة يجب ألا نتجاهلها لأنهم يريدون بصراعاتهم على تواجدهم ضد ارادة الشعب بإظلام مصر سياسيا وفرض ديكتاتورية غير مسبوقه في الكون لأنها ديكتاتورية أقل الأقلية فلنرد عليهم بما يستحقونه ونضع مصر حيث تستحق ونعيش بما يليق بنا..