رأى السادة رؤساء الجامعات الإسلامية الأعضاء أن يكرموا رئيس الرابطة لأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي (حفظه الله) وقد منحته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية وبموافقة فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، درجة الدكتوراه الفخرية في خدمة الإسلام.. وأوضحت المبررات التي استندت إليها الجامعة في منحه الدرجة وتتلخص في العمل الدؤوب لخدمة الإسلام والبحث العلمي في شتى فروع الدراسات الإسلامية، فضلا عن توليه العديد من الأعمال والمهام الرسمية كرئاسته لرابطة الجامعات الإسلامية، وتوليه أمانة رابطة العالم الإسلامي، وعضوية هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، وتوليه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية. وعلى مدار خدمته الطويلة في مجال العمل الإسلامي وخدمة الإسلام والمسلمين، قدم معالي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي خدمات جليلة للفكر الإسلامي وللأمة الإسلامية في كل مكان، وطوال عمره المديد قضى سنوات عمره كلها في التدريس والتحقيق والتنقيب والبحث العلمي والإدارة في العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية المرموقة في المملكة العربية السعودية. ولئن كان قد سبق لمعاليه أن منحته بعض الجامعات الإسلامية درجة الدكتوراه الفخرية؛ إلا أن تكريمه اليوم بالدكتوراه الفخرية في خدمة الإسلام، تكتسب أهمية خاصة، حيث إنها تصدر من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر بلد المليون شهيد.
إن أهم ما يلفت النظر في شخصيته العلمية هو حرصه الدؤوب على اللغة العربية واهتمامه بضوابطها باعتبارها لغة القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف. وخلال عمره الطويل اشتغل معاليه بالتدريس والبحث العلمي في العديد من الجامعات والمؤسسات العلمية بالمملكة العربية السعودية، واستطاع أن يؤسس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأن يديرها لعدد من السنوات؛ مما جعلها من الجامعات المتميزة، والتي أدت خدمات جليلة في تعميق الدراسات الإسلامية ودراسات اللغة العربية في العالمين العربي والإسلامي. وتعرف المملكة العربية السعودية، والجامعات العربية والإسلامية، الدور الفذ الذي قام به معالي الدكتور عبد الله، في تطوير أداء وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة، ودعم الدور العلمي والفكري الذي تقوم به في مختلف دول العالم.. حيث أوجد فيها العديد من الدوائر والإدارات التي تخدم الدعوة الإسلامية في الداخل والخارج. كما استطاع خلال توليه رئاسة الجامعة ووزارة الشؤون الإسلامية أن يقيم جسورا لعلاقات وثيقة بين الوزارة والوزارات الأخرى في خدمة العمل الإسلامي. وخلال توليه رئاسة رابطة الجامعات الإسلامية استطاع أن يوثق الروابط بينها وبين الجامعات العربية، والجامعات الإسلامية، والجامعات الأوروبية، والجامعات الآسيوية، حيث استضافت جامعات روما لاسيبنسيا، وتور فرجاتا، وفلورنسا العديد من المؤتمرات واللقاءات العلمية حول المشتركات بين الجامعات الإسلامية والجامعات الأجنبية، وأصدرت مؤلفات مشتركة، مع الرابطة باللغات: (الإنجليزية، والإيطالية، والعربية) تحت عنوان "الإسلام والغرب".
وقد نهضت رابطة العالم الإسلامي نهضة كبيرة أثناء توليه لأمانتها العامة، حيث حرص على استمرار إقامة مؤتمر مكةالمكرمة؛ لمناقشة قضايا المسلمين قبيل الحج في منى، وأصبح تقليدا جميلا يعمل على لم شمل المسلمين من كل مكان، ويشهد بذلك كل السادة العلماء والمفكرين الذين يحلون ضيوفا على الرابطة في المؤتمر المصاحب للحج.
وكذلك اسهمت رابطة العالم لإسلامي في تنظيم العديد من المؤتمرات في مكةالمكرمة وفي غيرها من المدن الكبرى حول العالم، وذلك في سعيها الحثيث لترسيخ الحوار بين الإسلام والثقافات الأخرى والسعي لإيجاد حلول لمشكلات المسلمين وقضاياهم الأساسية مع العالم المعاصر.
والدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كُرم من قبل العديد من الدول والمنظمات والجامعات الإسلامية، حيث حصل على الدكتوراه الفخرية من بعض الجامعات المصرية والدكتوراه الفخرية من جامعات أخرى، وحصل على العديد من الجوائز الدولية من دولة الإمارات العربية المتحدة ومن المملكة العربية السعودية كما حصل على جوائز أخرى من جامعات ومؤسسات دولية عديدة.
وتميز الدكتور عبد الله التركي بإنتاجه العلمي الغزير حيث قام بتأليف بعض الكتب والإشراف على تحقيق أمهات كتب التراث في الفقه الإسلامي وأصوله وفي التراث الإسلامي بشكل عام، كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية في مجال تخصصه داخل المملكة وخارجها. حيث وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من 12 مؤلفاً فضلا عن عدد من الكتب المحققة والتي وصلت إلى أكثر من 20 كتاباً إضافة إلى كتب ورسائل ومحاضرات وبحوث نشرت في مناسبات ومؤتمرات عدة.