طالب الدكتور محمد بديع المرشد العام ل "الإخوان المسلمين" ب "القصاص العادل لدماء شهداء ثورة 25 يناير الذين ضحوا بأرواحهم ودفعوا ثمن ما نحن فيه الآن وقبضنا نحن هذا الثمن"، مضيفًا "لا يجب مطلقًا أن نتهاون في حقوقهم"، منتقدًا الداعين إلى العفو عن المتورطين في قتل المتظاهرين، معتبرًا أن ذلك يتنافى مع أمر الله عز وجل به بألا تأخذنا رأفة في تطبيق حدوده. ودعا بديع إلى إعادة بناء مصر بعد الثورة؛ وطالب بالتعاون مع الإخوة المسيحيين، وكافة الأطياف السياسية من أجل البناء، مشددًا على أن الإسلام لا يتعارض مع حياة المسيحيين الدينية بل ويتكفل بحمايتهم والدفاع عنهم. وأشار إلى أن القرآن الكريم أمر بحماية الكنائس ولم يأمر بحماية المساجد، معتبرًا أن أكبر ضمان للإخوة المسيحيين هو الضمان الاجتماعي للشارع المصري، الذي يقول إن "النبي صلى الله عليه وسلم وصى على سابع جار". وأضاف مرشد "الإخوان" عقب افتتاح مقر الجماعة بمحافظة القليوبية، إن الإسلام حمى المسيحيين ودافع عن حقوقهم في عهد عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، ونصرهم على والي مصر، مشيرًا إلى اختيار الدكتور رفيق حبيب نائبًا ثانيًا لرئيس حزب "الحرية العدالة" بإجماع آراء أعضاء مجلس شورى "الإخوان". وحذر بديع بشدة من محاولات الصهاينة لإحباط وإفشال الثورة المصرية، كما هي عادتهم بعد كل نصر، منتقدًا ما قال إنها محاولات من البعض للالتفاف على إرادة الشعب المصري الذي خرج 20 مليونًا منه ليصوتوا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وصوت 77% منهم ب "نعم" للتعديلات. من جانبه، الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، أن "الإخوان" ليسوا شامتين بعد قرار إحالة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال للمحاكمة ولا يريدون ظلمًا لأحد. وحذر من أن ينخدع الناس بالحرب التي يشنها العلمانيون الذين يحاربون الشريعة، ويقيمون مؤتمرات للحوار والوفاق للانقلاب على إرادة الشعب الذي صوت بنسبة 77% على التعديلات الدستورية. وحث "الإخوان" على أن يكونوا قدوة للشعب المصري في العمل والبناء؛ لأنه يضع آماله وطموحاته في أعناقهم، مشددًا على أن المسيحيين وغير المسلمين بصفة عامة لم يكونوا مكرمين إلا في ظلال الإسلام. ودلل بموقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قام ابن عمرو بن العاص حاكم مصر آنذاك بضرب قبطي، حيث قال له: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"، وأمر القبطي أن يضرب ابن الأكرمين.