نفي الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، إصدار الجماعة بيانًا عن الأحداث التي تشهدها العراق حاليا، معربًا عن تبرؤ الجماعة من البيان الأخير الذي وصف الوضع هناك ب "الفتنة". وقال حشمت عضو مجلس شورى الجماعة في بيان اليوم، إنه "لا يعرف من أصدره وهناك تحقيقات داخلية لمعرفة كيفية نشره على موقع الجماعة"، مطالبًا بأن "ننشغل بثورتنا التي ألهمت وأوضحت للثورة العراقية أن المخرج واحد ولابد من إنهاء عذابات السنيين" وفق تعبيره. وكان بيان نسب ل "جماعة الإخوان" حول الأحداث في العراق أثار بلبلة شديدة وانتقادات بين شباب الجماعة، بعدما وصف ما حدث في العراق بأنه فتنة، ودعًا جميع الأطراف إلى الجلوس للتفاهم. إلا أن هذا البيان تم حذفه من الصفحة الرسمية للجماعة، عقب قرابة 4 ساعات من نشره، ووضع مكانه بيان ثان، وصف ما يجري بأنها "انتفاضة" شعب يجب أن يتم السماع له، وإعمال صوت العقل والحكمة وعدم الانجرار وراء دعاوى الفتنة والفرقة والمذهبية. واتهم البيان أمريكا بتخريب العراق، وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة عقب الانسحاب الأمريكي من المسارعة في معالجة توابع ذلك الاحتلال البغيض، ما أدى إلى الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب الواحد، مشيرا إلى أن وحدة العراق هي الواجبة لمواجهة مخاطر التقسيم والتفتيت وفرض المخطط الصهيو - أمريكي عليها. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم داعش ومسلحين متحالفين معه على أجزاء واسعة من محافظة نينوى (مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل الثلاثاء الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر في مدن الأنبار (غرب). ويصف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، تلك الجماعات ب"الإرهابية المتطرفة"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو ثورة عشائرية سنية ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.