ذكرت صحيفة "الجورنال" الإيطالية أن هاشتاج "#هنتحرش_بالرجالة", الذي دشنته ناشطات مصريات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في 16 يونيو, لن يقضي على جرائم التحرش ضد النساء, وإنما سيعززها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن بعض "التويتات" على الهاشتاج, جاءت غاضبة جدا من بعض الرجال, ووصلت إلى حد التطاول والتحرش اللفظي، وهو ما يهدد بتزايد جرائم التحرش بالنساء خلال الفترة القادمة. وتابعت الصحيفة أن الهاشتاج أساء لكرامة المرأة وقيمتها، بدلا من البحث عن حلول جدية لأزمة التحرش في مصر. وبرر عدد من النشطاء على تويتر, "هاشتاج» #هنتحرش_بالرجالة"، بأنه رد على تنامى ظاهرة التحرش بالنساء, وجعل "الشباب يحسون بما تعانيه البنت في الشارع", وقالوا, ساخرين:" إن حل الأزمة يتمثل في التحرش بالرجال". وقالت إحدى المتابعات, ساخرة :"ما تشوفولنا واحد نضيف كده نعمل عليه حفلة تحرش جماعي". وكان النائب العام المصري قرر في 14 يونيو إحالة 13 شخصا للمحاكمة لاتهامهم بهتك عرض واغتصاب نساء في ميدان التحرير بالقاهرة في الثالث والثامن من يونيو الجاري, أثناء الاحتفالات بفوز عبد الفتاح السيسي بالرئاسة وأيضا في يناير 2013. وقالت النيابة العامة في بيان إن المتهمين ارتكبوا اعتداءات على عشر فتيات وسيدات في يونيو، واتهمتهم بارتكاب "جرائم خطف وهتك العرض بالقوة والتعذيب والسرقة بالإكراه والشروع في القتل والاغتصاب"، وهي جرائم تصل عقوباتها إلى السجن المؤبد. وأحيل المتهمون بموجب تحقيق أمر به النائب العام بعد الصدمة التي أصابت المجتمع المصري إثر نشر تسجيل مصور على موقع يوتيوب قبل أيام يظهر تعرض سيدة بدت شبه عارية لهتك العرض في ميدان التحرير من قبل مجموعة من الرجال تحلقوا حولها. وأفاد بيان النيابة العامة بأن التحقيقات -التي استمعت إلى 52 شاهدا إضافة إلى مسؤولين أمنيين وآخرين من هيئة الطب الشرعي- كشفت أنه في الثالث من يونيو وأثناء الاحتفالات في ميدان التحرير بإعلان فوز السيسي "اندس الجناة بين المواطنين للبحث عن فريسة بالميدان". وتابع أنه "في الساعة 11 مساء وقع اختيارهم على سيدة وابنتها كانتا تسيران بجوار الجزيرة الوسطى في الميدان فاتجهوا صوبهما وقسموا أنفسهم فريقين اختطف أحدهما السيدة البالغة من العمر 42 عاما وتوجهوا بها ناحية مسجد عمر مكرم". وأضاف البيان أن الجناة "هجموا على المرأة وشلوا حركتها وطرحوها أرضا ونزعوا عنها كل ملابسها بشراسة ثم ضربوها ضربا مبرحا وركلوها ولما حاولت الفرار اصطدمت بإناء به ماء ساخن خاص بأحد الباعة الجائلين فأصيبت بحروق شديدة ورغم ذلك صنع الجناة حلقة حولها ثم بدأوا في هتك عرضها". كما أشار البيان إلى أن المتهمين "أصابوها بقطع بلغ خمسة سنتيمترات ثم سرقوا متعلقاتها، ثم بدأ الفريق الآخر في مهاجمة ابنتها بنفس الطريقة قبل أن تتمكن الشرطة بمساعدة مواطنين من إنقاذهما". وفي واقعة أخرى, أكد بيان النيابة أنه في ليلة الثامن من يونيو "تمكن عدد من الجناة من اصطياد ست فتيات ونساء تراوحت أعمارهن بين 17 و42 عاما وهتكوا عرضهن بالقوة وضربوهن بقسوة وسرقوهن بالإكراه, إلى أن تمكنت الشرطة بمساعدة بعض المواطنين من إنقاذهن". وبحسب النيابة العامة، فإن من بين المحالين للمحاكمة, متهمان قاما بالاعتداء على فتاة في ميدان التحرير في 25 يناير 2013 أثناء الاحتفالات بالذكري الثالثة للثورة, التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وأوضح البيان, أنه إضافة إلى ال13 الذين أحيلوا إلى المحاكمة, أمر النائب العام أيضا بحبس متهمين قاما بالاعتداء على فتيات في حي مصر الجديدة شرق القاهرة في 11 يونيو الجاري. وزار السيسي في 12 يونيو إحدى الضحايا, التي ظهرت في تسجيل على يوتيوب, في المستشفى, والتي طلبت منه العمل على حذف الشريط من الموقع، وبالفعل طلب السيسي من موقع يوتيوب حذف هذا الشريط، إلا أن إدارة الموقع رفضت ذلك, استنادًا إلى كون هذا الحذف حق مكفول فقط للمشاهدين والمستخدمين، من خلال طلباتهم، التي يقدِّمونها للموقع. وكان الفيديو تناول فتاة يتم الاعتداء عليها من قبل مجموعه من الأشخاص أثناء الاحتفال بتنصيب السيسي كرئيس للبلاد في 8 يونيو، وتظهر الفتاة عارية تمامًا وجسدها ينزف دمًا