12 ألف متر مكعب يوميًا مياه ملوثة تصب فى النيل على مدار الساعة المحافظون فشلوا فى حل المشكلة وجهات سيادية تسد الأذن أهالى: يتهمون التنفيذيون بالإهمال والتقصير
نهر النيل الذى خلده الله فى الأرض ليكون هبة للمصريين يصرخ مع إشراقة كل يوم جديد ويستغيث طوب الأرض من الحكومة للتعدى عليه بجريمة فى حق البشرية تكاد تصل إلى الموت . مع كل صباح يتجرع نيل مصر أكثر من 12 ألف متر مكعب من مصب مصرف المحيط أو المعروف بمصرف أطسا واكتسب المصرف شهرته من رائحته الكريهة التى يستنشقها المارة على طريق مصر أسوان الزراعى. أكثر من 30 عامًا والمشكله تفاقمت أضعاف ما كان عليه المصرف يوم أن قام الاحتلال الإنجليزى ببناء هدار أو هويس على نهاية المصرف ليلقى بمصافى مياه الرى الزائدة وظلت هذه المشكلة ل 30 عاما إلى الوراء مع تشغيل مصنع سكر أبو قرقاص التابع لوزارة الاستثمار أو الشركة القابضة للصناعات التكاملية بصب نواتج صرف المولاس والمياه الزائدة من المصنع الذى يبعد اكثر من 60 كم من نهاية المصب. مصرف المحيط أو المعروف بمصرف أطسا يخترق 5 مراكز إدارية فى المنيا من ديرمواس جنوبا وحتى مركز سمالوط وسط بطول 84 كم وأن بداياته من مدينة ديروط التابعة لمحافظة أسيوط. وتحول المصرف من مياه الصرف الصناعى إلى مزيج من مياه الصرف الصحى والمخلفات البيئية والصرف الزراعى إلى أن وصلت كمية المياه التى لوثت النيل الى 12 ألف متر مكعب يوميا تصب عند قرية أطسا البلد الواقعة على ضفاف النيل بمدينة سمالوط، المحافظون فشلوا فى حل المشكلة بتحويل مياه المصرف من النيل إلى صحراء المنياالغربية لإقامة غابات شجرية حسب تصريحات محافظ المنيا الأسبق حسن حميدة لتصل المساحة المستفيدة ل 400 فدان غابات شجرية لكن جهات سياية وقفت فى عهد مبارك ضد تنفيذ المشروع وشاركت معها قيادات محلية سواء فى البيئة او المحليات بحجة أن تكلفة تحويل المصرف تحتاج إلى أكثر من مليار جنيه. تناسوا أن الثعابين والحشرات والبعوض والرئاحة الكريهة التى تهاجم الأهالى كل يوم خاصة فى فصل الصيف لكن حياة البشر لا تساوى شيئا عند أصحاب المصالح. الأغرب من ذلك أن الحكومة تأبى أن تحل المشكلة رغم تقرير صادر عن كلية الزراعة بجامعة القاهرة عام 1986 يقول إن الثروة السمكية تموت بسبب التلوث اليومى لمياه النيل وأكده تقرير صادر عن إحدى المؤسسات الحقوقية الذى قال عام 2005 إن نسبة الإصابة بالأمراض المتوطنة والكبد والأوبئة وصلت إلى أكثر من 60 من تعداد سكان القرى الواقعة على هذا المصرف. نيل مصر الخالد يستغيث وكاد أن يشكى طوب الأرض من الحكومة لدرجة أن الوحدات المحلية تقوم بإلقاء مخلفات الصرف الصحى فى المصرف لعدم وجود محطات الصرف الصحى فى أكثر من 5 مدن بالمحافظة إلى جانب أن وزارة البيئة والصحة يسودها الإهمال والتقصير فى تقديم حلول عاجلة للمشكلة المزمنة التى ما زالت منذ أكثر من 30 عامًا وحتى اليوم. قال رمضان عبد الغنى مدير شئون المخابز السابق بتموين المنيا وأحد أبناء قرية أطسا الواقعة على المصرف إننا منذ عام 86 ونحن نشكوا إلى كافة الجهات ولكن لم تستجب الحكومة لشكوانا لدرجة أن الحكومة أقامت محطة مياه شرب على النيل بالقرب من المصب على النيل ليصدر المياه الملوثة إلى الأهالى بالأمراض والأوبئة. ويضيف ياسر راضى مهندس بمدينة سمالوط أن مصرف المحيط الذى يسمونه بمصرف الموت البطىء أصابنا بالأمراض والأوبئة والفيروسات الكبدية وتعبنا من كثرة الشكوى ولا حياة لمن تنادى. لم تنته المشكله عند حياة الإنسان بل امتدت إلى الحيوان والنبات فالزراعات الموجودة على ضفاف المصرف ماتت وجفت بسبب المياه المملحة التى قضت على الأخضر واليابس والأهالى اشتكوا أكثر من مرة ولم يجدوا حلاً لأن مسئولى المحليات جزء من هذه الجريمة التى أدت إلى انخفاض المحاصيل الزراعية إلى أكثر من النصف. بل أن الحيوانات قد أصابها الوباء والأمراض التى تسببت فى الأمراض البورسيلا التى تسببت فى أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان كارثة بكل المقاييس لإنقاذ الاف الناس والأهالى خاصة الأطفال فى أكثر من 45 قرية تقع على ضفاف هذ المصرف المعروف بمصرف الموت.