كشفت صحيفة "اندبندت اون صنداى " البريطانية عن أن عدد الجنود الذين يفرون سرا من الجيش البريطانى قد بلغ ثلاثة أمثاله منذ بدء غزو العراق، الأمر الذى يزيد المخاوف من أن يواجه الجيش البريطانى تدنيا فى روحه المعنوية. وأشارت الاندبندت إلى أن العام الماضى شهد تغيب أكثر من 380 جنديا دون إذن ولم يعودوا منذ ذلك الحين إلى الخدمة العسكرية وهو ما يمثل زيادة درامية منذ بدء غزو العراق قبل ثلاثة اعوام. ونسبت الصحيفة إلى المحامين العسكريين أن هذه الأرقام تشير إلى مستويات لها دلالتها من السخط فى صفوف الجنود على شرعية احتلال العراق ، فضلا عن تنامى مشاعر الاستياء بشأن فشل قوات التحالف فى القضاء على المقاومة العراقية. واستشهدت فى هذا الصدد بطبيب فى سلاح الطيران الملكى أحيل الاسبوع الماضى الى محكمة عسكرية لرفضه الخدمة فى العراق بحجة ان الغزو غير شرعى ، وما كشفه بن جريفن وهو جندى سابق بالقوات الجوية البريطانية الخاصة من انه ترك الجيش احتجاجا على الحرب. واشارت إلى أن جريفن كان ضمن عشرين ألف شخص احتشدوا أمس "السبت" فى العاصمة لندن فى مظاهرات مناهضة لحرب العراق فى ذكرى مرور ثلاث سنوات على تلك الحرب، وكان بينهم عدد من أسر الجنود الذين يخدمون فى العراق. وأوضحت صحيفة "الاندبندت" البريطانية ان الوزراء يخططون حاليا لتناول مشكلة "الرفض" عن طريق تقديم تعريف جديد "للفرار من الجندية" فى مشروع قانون القوات المسلحة الذى يعرض حاليا على البرلمان البريطانى والذى يواجه الجنود بمقتضاه السجن فى حال رفضهم المشاركة فى غزو دولة اجنبية ، وهى خطوة وثيقة الصلة بالمخاوف بشأن العراق. وأشارت إحصائيات وزارة الدفاع البريطانية إلى أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية شهد عدد الجنود المتهربين من الجيش ولم يعودوا الى وحداتهم زيادة مطردة ، بدأت ب 86 جنديا عام 2001 وارتفعت الى 118 جنديا عام 2002 ثم إلى 135 جنديا عام 2003 عند بدء غزو العراق . ولكن فى العامين الماضيين اشتدت المعارضة العراقية للاحتلال وازدادت الخسائر فى الارواح فى جانب قوات التحالف ليرتفع عدد الجنود المتهربين الى 230 جنديا عام 2004 ثم إلى 383 جنديا عام 2005 . ويعترف مسئولو الدفاع بأن هذه الأرقام تثير القلق لأن عدد الجنود الذين يتغيبون عن الجيش دون اذن لفترة قصيرة ثم يعودون إلى الخدمة أو يتم اعتقالهم ظل عند مستوى 2600 حالة سنويا. ونقلت الصحيفة عن جلبرت بليدس "وهو محام عسكرى بارز" قوله ان الجيش البريطانى يخفى المدى الحقيقى لمشكلة التغيب ورفض الجندية ، ولذا لا تعبأ وزارة الدفاع بإلقاء الضوء على حقيقة أن اولئك الجنود لا يريدون المشاركة فى حرب يعتبرونها غير شرعية.