يوم أمس الأول 26/5/2014، قتل عشرة من أسرة واحدة في حادث مروري، بمحافظة جنوبية، وكل يوم نسمع عن ضحايا بالعشرات.. ولا نسمع من الحكومة المؤقتة، ولو كلمة "عزاء" واحدة.. وتحولت بمضي الوقت من حكومة تسيير أعمال إلى "حانوتي" كل دوره دفن الموتى في صمت ثم يتسلل هاربا وسط ضجيج إعلام تافه.. لم يعد يشغله إلا تأمين مصالح ملاك الفضائيات من حيتان مبارك الفاسدين.. من خلال حجز مكان للنفوذ السياسي والمالي في السلطة الجديدة. المذابح اليومية على الطرق لا تنقطع، وهي ظاهرة تستوجب محاسبة أكثر من مسؤول بل إنها تستدعي إقالة حكومة بكامل هيئتها وليس وزير النقل أو زير الداخلية. ليس مهما أن يخرج المواطن المصري معافا من بيته ثم يعود هو وأسرته جثثا وجثامين محمولين على النعوش.. وقديما أوضح المؤرخ المصري الشهير عبد الرحمن الجبرتي بحسب طارق البشري كيف أنكر محمد على فضل المصريين: فبعدما تصدوا لحملة الإنجليزى "فريزر" وهزموها وأجلوها عن البلاد وليس جنود الوالى أو مماليكه أو المماليك الخارجين عليه.. وبعد جلاء الإنجليز.. حصر الباشا دور المصريين في تقديم "المال والعلائف للعسكر"!! المصريون اليوم بعد ثورتهم في 25 يناير لم يعد لهم دور إلا توفير المال لصالح نظام السيسي.. ولا يصلحون هذه الأيام إلا توريد "الانفار" للتصويت لصالح السيسي!! لا حقوق لهم أكثر من هذا "الشرف المملوكي".. ولا معنى لموتهم أو لحياتهم.. لم يُحاسب مسؤول واحد عن الكوارث اليومية التي تحصد أرواح العشرات من الفلاحين الغلابة وعمال التراحيل والزراعيين المنهكين من الجوع والفقر ومن فيروس "سي".. الذين يحشرون مثل البهائم في سيارات منتهية الصلاحية بلا رخص ولا أوراق ولا لوحات.. ونقلهم للعمل في مزارع الباشاوات والإقطاعيين الفاسدين الجدد.. وإذا قتلوا في الطريق.. لا يتكبد الباشا الفاسد مشقة نقل جثثهم .. بل يتركهم نهبا لكلاب الطرق.. ويبحث بعدها بساعة عن خدامين غيرهم! الإعلام الأمني مشغول ب"العرس الديمقراطي".. ولا يهتم بمجالس العزاء التي لا تنفض يوما في القرى والنجوع الفقيرة التي باتت أكبر مورد للجثث وللضحايا على الطرق المنسية ولا يدرجها باشاوات الداخلية على خريطة الرقابة والخدمات المرورية. ول"الزعيم" الجديد.. نجم هذا "العرس الديمقراطي".. أهديه هذا الخبر الذي قرأته يوم 26 /5/2014 في "سي إن إن" ..يقول الخبر: إن الحكومة الكويتية أقالت وزير التعليم أحمد عبدالمحسن لمليفي بعد وفاة عاملين مصريين في حادث انهيار رملي بموقع بناء بإحدى الجامعات" انتهى الكويت تقيل وزيرا.. بعد أن حملته مسؤولية وفاة عاملين مصريين.. وفي مصر يظل الحكام والوزراء في السلطة إلى أن تقضى الحوادث تباعا على كامل الشعب مصري.. إنها المفارقة التي تشير إلى أي منزلة وصلت إليها مصر في سلم التدرج الحضاري.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.