"أمي بتلبس (تقلد) خطيبتي الدبلة (خاتم الزواج) وأنا قاعد (جالس) بتفرج (أتابع) أون لاين"..هذا ما كتبه الشاب محمد عباس، على حسابه على موقع "فيسبوك"، من مقر إقامته حاليا بقطر، معلنا عن اتمام خطوبته لسمر البكري، المقيمة بالقاهرة، رغم ظروف الغربة التي حالت دون حضوره حفل الخطوبة. محمد عباس، المعارض للسلطات الحالية ولجماعة الإخوان، والعضو السابق للمكتب التنفيذي لائتلاف شباب ثورة 25 يناير 2011، عاد مرة أخرى ليهزم غربته وعزوبيته بطريقة غير تقليدية"، بحسب ما قال لوكالة "الأناضول". وفي قطر، وأمام شاشة حاسوب وكاميرا متصلة ببرنامج التواصل الاجتماعي "إسكايب"، كانت عينا محمد عباس، الذي يظهر ضيفا على برامج بقناة "الجزيرة" القطرية من وقت لآخر، لا تفارقهما البسمة وتزداد أكثر مع فرحة خطيبته سمر البكري، أحد مسئولي العمل الجماهيري بجبهة طريق الثورة، المعارضة للسلطات الحالية في مصر. وعبر الصور التي نُقلت عبر حسابه على موقع "فيس بوك"، تواجد أصدقاء عباس إلى جواره في قطر، بينما في مصر نابت عنه والدته في حفل عائلي لإتمام مراسم الخطوبة، واضعة خاتم زواج نجلها في إصبع "سمر" وسط أجواء لم يعتدها المصريون في حفل خطوبة من حضور العروسين وأصدقائهما وعائلتهما . وأمطر أصدقاء العروسين عبر صفحتي العروسين على موقع "فيس بوك" بالتهاني، معبرين عن "انبهارهما" بهذه الفكرة التي يرونها رسالة مفادها أن تلك "تجربة إبداعية ضد السلطات الحالية التي منعت محمد من أن يكون بجانب خطيبته يوم الخطوبة". وقال الصديق محمد عبد التواب في تدوينة له "محمد عباس يحب سمر البكري، وسمر البكري تحب محمد عباس.. أعلنا أمام الجميع خطبتهما عبر الإنترنت ليقولا ل(المشير والمرشح الرئاسي عبد الفتاح) السيسى ودولته: أنا بتنفس حرية، وليقولا للثورة المضادة نحن نبتكر ولا نعجز أمام قيودكم". وقال عباس: "هذه الفرحة بحفل خطوبة أون لاين تؤكد أن هناك من يريد شيئا جديدا يكسر به الإحباط والظروف السيئة التي تعيشها مصر". وأوضح عباس أنه ليس ملاحقا قضائيا في مصر، غير أن تعامل السلطات الحالية مع المعارضين المصريين لا يشجع على العودة للبلاد، "خشية الملاحقة الأمنية"، وهو ما دفعه للتفكير في طريقة إلكترونية للارتباط بمن أحبها، بحسب قوله. وتوترت العلاقات المصرية القطرية، بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي، وتتهم القاهرةالدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي لها مرسي، وهو ما تنفيه قطر، كما تلاحق دعاوى قضائية لم تحسم بعد بمصر معارضين مصريين بالدوحة. وقال عباس، المحسوب على التيار الثالث الرافض لحكم الإخوان والجيش، "نحن كشباب في ثورة يناير نجحنا مع مواقع التواصل الاجتماعي في ألا يكسر الاستبداد إرادة المصريين". وأضاف أن "الخطوبة أون لاين هي امتداد لثورة الاتصالات التي لا تسمح لنظام أن يكسر إرادة أو قناعات أو مشاعر". وعقب إتمام مراسم الخطوبة أون لاين كتب عباس على صفحته على موقع "فيسبوك": "مع الفرحة يبقى أني لم أستطع أن أكون بجانب خطيبتي وإلباسها دبلتنا، ويبقى أن لي أصدقاء لم يحضروا لأنهم يواجهون الموت البطيء في معتقلات العسكر (في إشارة إلى الجيش)، ويبقى أن أصدقاء آخرين لم يكونوا متواجدين لأنهم مشتتون بسبب مطاردة العسكر لهم"، مختتمًا بقوله "يسقط يسقط حكم العسكر". وحول وجود دور للسياسة في جمع قلبيين معارضين للسلطات الحالية بمصر، قال عباس: "جمعني وسمر المشاركة في حزب التيار المصري (تحت التأسيس)، ولنا آراء سياسية متقاربة، وبعد الانقلاب اتخذت قرارا جديا بإتمام الخطوبة".
والانقلاب يقصد به معارضو السلطات الحالية الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي في 3 يوليو الماضي عبر خطاب ألقاه وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بحضور بعض القيادات السياسية والشعبية والدينية. وردا على سؤال حول توقعه عن كيفية إتمام الزفاف مستقبلا في ظل الظروف الحالية، رد عباس مازحا: "إذا استمرت الأوضاع في مصر هكذا سنلجأ إلى المقابلة والزفاف في دولة محايدة"، مضيفا: "لا أحد يهزم الحب ولا يهزم شباب آمن أن ثورة يناير ستنتصر".