سيطرت الجماعات الإسلامية بجميع أطيافها على المئات من مساجد وزوايا الإسكندرية خاصة فى الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية، وشنت خطبة الجمعة الماضية حربا شعواء ضد من يدعو إلى إنشاء دولة مدنية، بالإضافة إلى تأدية صلاة الغائب على بن لادن باعتباره شهيدا، مطلقين عليه اسم «أسد الإسلام»، فيما كانت خطب بعض المساجد تقص تاريخه وكفاحه باعتزام أنه كان مدافعا عن الإسلام. ففى مسجد فى منطقة البيطاش غرب الإسكندرية احتسب الخطيب «بن لادن» شهيدا مدافعا عن الإسلام والمسلمين ضد طواغيت العصر ودعا إلى الانتقام من القتلة على حد قوله مضيفا أن إلقاء جثته فى البحر لم تكن تتم لولا الذل والمهانة التى يعيش فيها المسلمين، محملا دولة خليجية كبيرة مسئولية الدفاع عن حرمة «بن لادن». ومطالبا إياها بقطع علاقتها مع الغرب وإعلان الجهاد المقدس. وفى مسجد آخر، بمنطقة أبوسليمان «المعروفة بتاريخها مع الجماعات الإسلامية» دعا الخطيب السلفى إلى تكاتف جميع الجماعات والتيارات الدينية وتنحية خلافتها وخوض الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية بقائمة موحدة ضد ما اسماه العلمانين تمهيدا لحكم مصر بداية العام المقبل. جدير بالذكر أن هناك مساجد يمنع فيها خطباء الأوقاف من إلقاء خطب الجمعة ويتم استبدال خطباء من جماعات أخرى كجماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية بهم. وجاء ذلك رغم تصريحات الشيخ محمد أبوحطب وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية للعديد من الجهات أنه سوف يعتصم إذا فشل فى حماية المساجد التابعة لمديرية الأوقاف بالمحافظة من سيطرة التيارات الدينية المتشددة والجماعات الإسلامية عليها، مشيرا إلى انه سوف يعتصم ب«العمة والكاكولة» إذا فشل فى حماية هذه المساجد والبالغ عددها نحو 3 آلاف مسجد وزاوية، مؤكد أن جميع المساجد والزوايا التابعة للوزارة تحت سيطرة كاملة من الأوقاف.