منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة «بن لادن» على أيدى قوات أمريكية خاصة قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد صباح أمس الأول، تتوالى الأنباء عن إجراءات أمنية مشددة حول العالم، خوفا من هجمات انتقامية تشنها القاعدة. ففجر أمس قررت الولاياتالمتحدة إغلاق سفارتها وقنصلياتها الثلاث فى باكستان أمام الجمهور، على أن يستمر الإغلاق لحين صدور إشعار آخر. ونصحت الخارجية الأمريكية رعاياها الذين يسافرون أو يعيشون فى مناطق يمكن أن يسبب فيها مقتل «بن لادن» عنفا مناهضا للأمريكيين بالحد من تنقلاتهم خارج منازلهم وفنادقهم وتجنب التجمعات الكبرى. وأوضحت أن السفارات الأمريكية ستستمر فى العمل بتلك المناطق، مشددة على أن المنشآت الحكومية الأمريكية حول العالم ستظل فى حالة تأهب، وستغلق مؤقتا أو تعلق عملها لمراجعة الوضع الأمنى. أوروبيا، عززت فرنسا الإجراءات الأمنية حول سفاراتها وقنصلياتها، حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسى فرنسوا فيون مساء أمس الأول أن باريس أصدرت توجيهات لسفاراتها فى الدول «ذات الحساسية» بتعزيز إجراءات الأمن حول المصالح الفرنسية، بما فى ذلك المدارس والشركات. ومضى أفيون قائلا: «لا أعتقد أن هذا الحدث (مقتل «بن لادن») سيغير الأمور بشكل جوهرى على المدى القريب»، ولكنه اقر بوجود احتمال أعمال انتقامية من جانب القاعدة أو مسلحين يستلهمون أفكار التنظيم. وبدورها رفعت تركيا من درجة الاستعداد الأمنى، حيث ذكرت مصادر أمنية أمس أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة الأمريكية فى العاصمة أنقرة والقنصليات التابعة لها، لاسيما القنصلية الأمريكية وقاعدة إنجيرليك الجوية فى مدينة أضنه، إضافة إلى زيادة الإجراءات الأمنية حول المنشآت الأمريكية والغربية واليهودية. وفى بريطانيا، ألقت الشرطة أمس الأول القبض على خمسة أشخاص للاشتباه فى صلتهم ب«الإرهاب» وذلك على مقربة من منشأة «سيلافيلد» النووية. وقالت مصادر الشرطة إن المعتقلين الخمسة فى العشرينيات من العمر، وينحدرون من العاصمة لندن، وخضعوا للتحقيقات أمس. وفى العراق، أعلنت السلطات حالة تأهب قصوى؛ تحسبا لشن عمليات انتقامية على مرافق البنية التحتية لصناعة النفط ومحطات الكهرباء والجسور من قبل من وصفتهم بالمتشددين ل «إثبات أن مقتل «بن لادن» لم يعطل العمليات الإرهابية». وقالت مصادر أمنية عراقية إنها تلقت معلومات مخابراتية تفيد بأن القاعدة ستنفذ هجمات انتقامية قد تستهدف الأسواق والمزارات الدينية ومرافق البنية التحتية. وينشط فى العراق «تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين»، أحد أفرع القاعدة. وكانت السلطات المصرية قد أعلنت أمس الأول حالة الاستنفار الأمنى حول السفارتين الأمريكية والبريطانية وجميع مقراتهما فى البلاد، وقررت إخضاع جميع المناطق الأثرية والطرق المؤدية إلى الأقصر وبقية مدن الصعيد السياحية لإجراءات وتدابير أمنية مشددة. كما شمل الاستنفار إعلان حالة الطوارئ وتشديد الإجراءات الأمنية داخل وحول مطارات الأقصر. فى هذا السياق، طرحت مجلة إيكونومست البريطانية أمس على مجموعة من الخبراء الأمنيين هذا التساؤل: «هل سيصبح الغرب أكثر أمنا بعد مقتل «بن لادن»؟». وأجاب الخبراء بأن خطر العمليات الإرهابية سيرتفع؛ لكون عناصر القاعدة سيقتصون لزعيمهم وسيلجأون إلى كل الوسائل الممكنة للانتقام من القوات الأمريكية