وقعت حركتا "فتح" و"حماس" وكافة الفصائل الفلسطينية البالغ عددها 13 فصيلا، بالإضافة إلى شخصيات مستقلة بعد ظهر الثلاثاء بالقاهره على وثيقة المصالحة الفلسطينية، خلال اجتماع مع وكيل المخابرات المصرية بأحد فنادق القاهرة، على أن تجرى مراسم الاحتفال بالمصالحة اليوم الأربعاء. وستقام مراسم الاحتفال ظهر اليوم بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية نبيل العربي ورئيس المخابرات العامة مراد موافي، وقد دعي للاحتفال أيضا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وكاترين أشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، وأحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا، وعدد من الشخصيات العربية والدولية. وعبر كل وفد من الفصائل عن ملاحظاته وموقفه من من نقاط الوثيقة، لكن تم الاتفاق على دراسة هذه الملاحظات والأخذ بها عند تطبيق الاتفاق، وبعد أن نجحت مصر في إنقاذ الاتفاق وحالت دون اندلاع خلافات بعد أن تحفظت عدد من الفصائل على عدد من البنود التي تضمنتها ورقة المصالحة والتفاهمات التي توصلت إليها "فتح" و"حماس" بالقاهرة خلال الأسبوع الماضي، وانتهت بتوقيعهما بالحروف الأولى على الاتفاق. وتدخلت وزارة الخارجية والمخابرات العامة المصرية لإثناء عدة فصائل فلسطينية عن تحفظاتها علي بنود من بينها تحديد موعد إجراء الانتخابات التشريعية خلال عام، حيث كانت هناك مطالبات بتأجيل الانتخابات لمدة أربع سنوات، وانتهى الأمر باتفاق الفصائل على إجراء الانتخابات بعد عام من الآن. وأرجأت الفصائل قضية البرنامج السياسي للحكومة القادمة إلى موعد لاحق في ظل وجود تباينات بشأنه، ففيما تطالب عدة فصائل بالتركيز على شرعية المقاومة، واعتبارها من الوسائل المهمة لاستعادة الحقوق الفلسطينية، طالبت حركة فتح بضرورة المزواجة بين المفاوضات والمقاومة. واقترح الجانب المصري تأجيل طرح هذه المسألة للنقاش وإلى حين بدء جهود تشكيل الحكومة حتى لا يؤثر بالسلب على الأجواء الاحتفالية الخاصة بمراسم التوقيع على الاتفاق النهائي. وأكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي ل "حماس" أن جميع الفصائل الفلسطينية والسياسيين المستقلين اجتمعوا في القاهرة ووقعت علي الاتفاق الذي أبرمته حركتا "فتح" و"حماس" بوساطة مصر الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن اغلب الفصائل عرضت ملاحظاتها على الاتفاق. وأضاف "تم التوقيع من قبل كافة الفصائل على ورقة التفاهمات وسيتم اليوم الاحتفال بالمصالحة برعاية مصرية وحضور محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي ل "حماس". لكن اتفاق المصالحة الذي أنهى قطيعة استمرت أربع سنوات بين "فتح" و"حماس" أثار انزعاج إسرائيل التي كانت تتطلع لاستمرار حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية. ودعا بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، رئيس السلطة الفلسطينية إلى إلغاء اتفاق المصالحة مع "حماس" حالاً واختيار طريق السلام، وفق ما نقلت عنه الإذاعة العبرية. وكان نتنياهو توجه إلى لندن مساء الثلاثاء في مستهل جولة إلى بريطانيا وفرنسا حيث سيجتمع الأربعاء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كما سيجري محادثات في باريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزرائه فرانسوا فيون. وقال نتنياهو في مقابلة مع توني بلير مبعوث الرباعية الدولية، إن الاتفاق بين "فتح" و"حماس" هو بمثابة ضربة قاسية لعملية السلام، مؤكدًا استحالة التوصل إلى سلام مع حكومة يدعو نصف أعضائها إلى القضاء على إسرائيل ويوجهون المديح ل "لقاتل السفاك" أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة". فيما قال إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي في تعليقه على اتفاق المصالحة إن إسرائيل واجهت بنجاح جميع الاختبارات التي وجدت نفسها أمامها خلال الستين عامًا منذ إقامتها، "لكننا لم نصل بعد إلى المرحلة التي سيكون بوسعنا فيها الخلود للراحة". وأشار إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمرّ حاليًً بزوبعة لم تتضح أبعادها حتى الآن بصورة كاملة، مضيفا أن من وصفهم ب "أعداء إسرائيل القريبين والبعيدين على حد سواء في حالة من اليقظة، لكن إسرائيل قوية ولها قدرة رادعة". واعتبر أن "الجيش الإسرائيلي هو الضمانة لاستمرار قيامنا ولمستقبلنا"، لافتا إلى أن "واجبنا يتمثل بالدفاع عن الدولة وبمواصلة السعي إلى تحقيق السلام، حتى إذا كان الأمر يتطلب اتخاذ قرارات صعبة"، حسب تعبيره.