طالب مركز "سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز"، بإحالة المسئولين الأمريكيين المتورطين في عملية اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" إلى المحكمة الجنائية الدولية، في إطار ردود الفعل المستنكرة لعملية الاغتيال التي قامت بها وحدة "كوماندوز" أمريكية في باكستان ليل الأحد. وشدد على ضرورة إحالة المتورطين في العملية للمحاكمة، سواء كانوا قادة أو أفراد، مهما كانت مناصبهم السياسية، مؤكدًا أن الوظيفة السياسية لا تمنع من المحاكمة طبقا للمادتين (27 و28) من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، بعد أن حالت عملية اغتياله دون تمتعه بمحاكمة عادلة. وطالب المركز الإدارة الأمريكية بالاعتذار عن تلك العملية "التي تمت بالمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية", وندد بقيام القوات الأمريكية بالتمثيل بجثة بن لادن ودفنه في البحر، باعتبار هذا الأمر لا يخالف فقط الأعراف والقوانين، وإنما يخالف كذلك الأديان السماوية وعلى رأسها الدين الإسلامي الذي يُحرّم التمثيل بجثث الأموات. وأشار المركز المقرّب من جماعة "الإخوان المسلمين" إلى أنه رغم اختلافه الكلي مع فكر ومنهج زعيم "القاعدة"، إلا أنه يرى أنه كان يستحق محاكمة عادلة مثله في ذلك مثل العديد من رؤساء العالم الذين ارتكبوا مجازر ضد الإنسانية وحوكموا أمام محكمة العدل الدولية، وذلك حتى لا تصبح سياسة الاغتيالات سياسة مشروعة تطبقها الدول ضد أعداءها بشكل فردس ودون الالتزام بالقانون. واعتبر أن ما قامت به الولاياتالمتحدة يمثل "مخالفة صريحة لقواعد ومبادئ القانون الدولي الإنساني، سواء في اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949م أو البرتوكولين الإضافيين لعام 1977م". وقال إن عمليات الاغتيال تمثل اعتداءً علي الحق في الحياة، وطالب بضرورة التفريق بين الإرهاب والحقوق المشروعة للشعوب والمجتمعات في مقاومة المحتلين والمغتصبين للأراضي والمقدسات. وحث دول العالم على التوقف عن الانسياق وراء المزاعم الصهيونية والأمريكية التي تحاول تصوير المقاومة على أنها إرهاب، حتى تبرر لنفسها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، مثلما فعلت إسرائيل في قطاع غزة في اواخر 2008 وأوائل 2009 حين شنت "حربًا مجرمة" أسفرت عن سقوط أكثر من 1500 شهيد وإصابة أكثر من 5000 آلاف فرد. وأكد أنه "طالما بقي الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، والاحتلال الصهيوني لفلسطين، فستبقى المقاومة حتى تتحرر الأوطان". واتهم "سواسية" الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل بأنهما يتحملان السبب الرئيس وراء موجات العنف والإرهاب التى اجتاحت العالم خلال الفترة الماضية، بسبب سياساتهما العنصرية واحتلالهما للأقطار العربية والإسلامية، وقيامهما بصناعة العناصر الإرهابية التي تساعدهما في تنفيذ مخططاتهما الإجرامية بالمنطقة. وأكد أن مقتل بن لادن لن يجلب السلام والأمن للعالم، بل سيشعل نيران العنف والإرهاب في دول ومناطق عديدة فى العالم، وستصبح المصالح الأمريكية والغربية في منطقة الشرق الأوسط، بل وستصبح تلك الدول أهدافًا حقيقية لعناصر تنظيم "القاعدة" التى لا شك ستنتقم لمقتل زعيمها.