أثارت زيارة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة إلى بني سويف مساء الأحد، حالة من الغضب والاستفزاز للمشاعر بين أهالي بني حدير بمركز الواسطى، حيث كان من المقرر أن يقوم بتقديم العزاء في ضحايا حادث الأتوبيس الذي سقط من أعلى "معدية" في النيل العبارة وراح ضحيته 22 مواطنا بين قتيلاً ومصاب يوم الجمعة الماضي. دخل موكب موسى المكون من أكثر من 15 سيارة لقرية بني حدير في تمام الثامنة والنصف مساء الأحد قادمًا من المنيا، وتوجه لمسجد القرية الذي أدى فيه صلاة العشاء، وقال: جئت لأقدم التعازي في ضحايا حادث الأتوبيس ولم آت للدعاية الانتخابية. وعندما خرج من المسجد ظنت الجموع المتواجدة أنه سيتوجه لأسر الضحايا الذين أعدوا أنفسهم لاستقباله وتلقي عزائه لكنه ركب سيارته بصحبة موكبه، وخرج مسرعًا في اتجاه القاهرة وسط سخط الأهالي واستفزازهم. وكان المرافقون لموسى وحرسه الخاص قاموا بمنع المصلين من دخول المسجد لأداء الصلاة، واكتفوا بالسماح لأحمد فاروق عمدة القرية وبعض الشخصيات العامة التي ينتمي بعضها للحزب "الوطني" المنحل. كما تم منع بعض الصحفيين الذي أعلنوا عن هويتهم أو تم التعرف عليهم من قبل مرافقيه الذين اتهموا الصحافة ووسائل الإعلام بأنها تقود "ثورة مضادة" ضد ترشيح موسى لرئاسة الجمهورية. وألغى موسى المؤتمر الذي كان مقررًا عقده ببني سويف في إطار حملته في محافظات الصعيد، وهو ما أرجعت مصادر مقربه من منسقي الحملة إلى تلقيه تهديدات عبر "موبايله" الشخصي تحذره من عقد مؤتمر بني سويف وتهدد بإفشاله، ما دفعه إلى إلغائه، أو التأجيل لمدة 15 يومًا، بحسب منسقي الحملة. وكان موسى تعرض خلال جولته الانتخابية في محافظة سوهاج يوم الخميس لهجوم حاد من جانب عدد من الشباب الذين قالوا إنهم ينتمون لائتلاف دعم الثورة. واتهم المهاجمون موسى بأنه يعتمد على تأييد قيادات الحزب "الوطني" المنحل. ويسعى الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي يواجه انتقادات حادة بسبب اتهامات له بالانتماء لنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلى حشد مؤيدين له بعد أن أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الجاري.
